هل الجحود بشيء من القرآن يعتبر كفرا ؟
خالد بن علي المشيقح
- التصنيفات: الشرك وأنواعه -
السؤال: هل هناك أدلة توجب الاعتراف بكتاب الله (القرآن) وبكل ما يحتويه من
سور وآيات وأن جحدان شيء منه يعتبر كفرا ؟
الإجابة: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 42]
قال ابن كثير في تفسير الآيتين: قال: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ} قال الضحاك، والسدي، وقتادة: وهو القرآن {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ} أي: منيع الجناب، لا يرام أن يأتي أحد بمثله، {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ} أي: ليس للبطلان إليه سبيل، لأنه منزل من رب العالمين، ولهذا قال: {تَنزيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} أي: حكيم في أقواله وأفعاله، حميد بمعنى محمود، أي: في جميع ما يأمر به وينهى عنه الجميع محمودة عواقبه وغاياته
وقال ابن جرير في معنى الآية: معناه: لا يستطيع ذو باطل بكيده تغييره بكيده، وتبديل شيء من معانيه عما هو به، وذلك هو الإتيان من بين يديه، ولا إلحاق ما ليس منه فيه، وذلك إتيانه من خلفه
قال ابن جرير: القول في تأويل قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} يقول تعالى ذكره: {إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ} وهو القرآن {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} قال: وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل مَّا ليس منه، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه ، والهاء في قوله: {لَهُ} من ذكر الذكر
وقال ابن كثير: وتكفل تعالى بحفظه بنفسه الكريمة، فقال تعالى { إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9]
وقال الشنقيطي: هذا القرآن العظيم ، فقد تولى الله جل وعلا حفظه بنفسه، ولم يكله أحد يغير فيه أو يبدل أو يحرف ، كما قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [ الحجر: 9 ] ، وقال: {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ } [ القيامة: 16-17 ] ، وقال: {لاَّ يَأْتِيهِ الباطل مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ} [ فصلت: 42 ]
فمن قال بأن القرآن مزيد فيه أو محرف أو ما أشبه فهو كافر بهذه الآيات التي يخبر الله فيها بحفظه للقرآن. ومعلوم من الدين بالضرورة أن القرآن الكريم محفوظ، والذي انعقد عليه الإجماع هو أن من أنكر معلوماً من الدين بالضرورة يكون كافراً، كما قال ابن عبد البر في التمهيد 1/142و 4/266 ، وكذلك من أنكر حرفا من كتاب الله أو متواتراً من السنة إنكار جحود وهو يعتقد ثبوته فإنه يكفر بالإجماع، كما قال الغزالي في فيصل التفرقة ص
والله تعالى أعلم
المصدر: موقع الشيخ خالد بن علي المشيقح
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 42]
قال ابن كثير في تفسير الآيتين: قال: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ} قال الضحاك، والسدي، وقتادة: وهو القرآن {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ} أي: منيع الجناب، لا يرام أن يأتي أحد بمثله، {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ} أي: ليس للبطلان إليه سبيل، لأنه منزل من رب العالمين، ولهذا قال: {تَنزيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} أي: حكيم في أقواله وأفعاله، حميد بمعنى محمود، أي: في جميع ما يأمر به وينهى عنه الجميع محمودة عواقبه وغاياته
وقال ابن جرير في معنى الآية: معناه: لا يستطيع ذو باطل بكيده تغييره بكيده، وتبديل شيء من معانيه عما هو به، وذلك هو الإتيان من بين يديه، ولا إلحاق ما ليس منه فيه، وذلك إتيانه من خلفه
قال ابن جرير: القول في تأويل قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} يقول تعالى ذكره: {إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ} وهو القرآن {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} قال: وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل مَّا ليس منه، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه ، والهاء في قوله: {لَهُ} من ذكر الذكر
وقال ابن كثير: وتكفل تعالى بحفظه بنفسه الكريمة، فقال تعالى { إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9]
وقال الشنقيطي: هذا القرآن العظيم ، فقد تولى الله جل وعلا حفظه بنفسه، ولم يكله أحد يغير فيه أو يبدل أو يحرف ، كما قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [ الحجر: 9 ] ، وقال: {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ } [ القيامة: 16-17 ] ، وقال: {لاَّ يَأْتِيهِ الباطل مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ} [ فصلت: 42 ]
فمن قال بأن القرآن مزيد فيه أو محرف أو ما أشبه فهو كافر بهذه الآيات التي يخبر الله فيها بحفظه للقرآن. ومعلوم من الدين بالضرورة أن القرآن الكريم محفوظ، والذي انعقد عليه الإجماع هو أن من أنكر معلوماً من الدين بالضرورة يكون كافراً، كما قال ابن عبد البر في التمهيد 1/142و 4/266 ، وكذلك من أنكر حرفا من كتاب الله أو متواتراً من السنة إنكار جحود وهو يعتقد ثبوته فإنه يكفر بالإجماع، كما قال الغزالي في فيصل التفرقة ص
والله تعالى أعلم
المصدر: موقع الشيخ خالد بن علي المشيقح