كنت آخذ من إحدى القريبات نقودا دونما تدري
خالد بن علي المشيقح
- التصنيفات: تربية الأبناء في الإسلام -
السؤال: عندما كنت بعمر 11 سنه كنت أحيانا أدخل لمقصف المدرسة وآخذ بعض
الحلويات ولا أضع مقابلا ماديا لها ولم يكن يراني أحد، ماذا أفعل وقد
تبت الآن ولا أستطيع العودة للمدرسة لرد النقود، هل أتصدق بها؟
و عندما كنت بعمر 15 سنه كنت آخذ من إحدى القريبات نقودا دونما تدري، ماذا أفعل؟ علما بأنني لا أستطيع رد هذه النقود إلي قريبتي فهذا سيسبب فضيحة في العائلة، كما أنني أستطيع تقدير المبالغ تقريبيا وليس بالضبط.
و عندما كنت بعمر 15 سنه كنت آخذ من إحدى القريبات نقودا دونما تدري، ماذا أفعل؟ علما بأنني لا أستطيع رد هذه النقود إلي قريبتي فهذا سيسبب فضيحة في العائلة، كما أنني أستطيع تقدير المبالغ تقريبيا وليس بالضبط.
الإجابة: اعلمي رحمك الله أن الذمة لا تبرأ إلا برد الحقوق إلى أصحابها، ويكفيك
أن تعرفي عظم حقوق الناس بأن الشهيد يغفر له كل شيء إلا الدين، ففي
صحيح مسلم عن أبي قتادة: " "فرغم عظم منزلة الشهيد لا يغفر له الدين، لأنه من حقوق
الخلق، فمما لا شك فيه أن الشهيد يكون له صدقات وإنفاق، ورغم ذلك لا
يغفر له الدين، ولم يقل عالم معتبر من علماء الإسلام، أن الذمة تبرأ
بالصدقة بالدين، بل يجب رد الدين إلى صاحبه، فكيف بك أنت وقد سرقت،
فهذا أمره أشد فلا بد من رد الحق إلى صاحبه.
وأما سؤالك عن التصدق بالمبلغ، فاعلمي أن الذمة لا تبرأ بذلك، وإن كان البعض قد توسع فيه لكنه ليس صوابا بل خطأ، وأول مسألة وقعت وأفتي فيها بالتصدق غير مشابهة لحالتك، والمسألة كانت كما يلي: أن رجلا غل من الغنيمة قبل القسمة، وبعد قسمة الغنيمة تفرق الناس، فأتى الرجل تائبا وأتى بما غله إلى قائد الجيش ليرده إلى الناس، فقال القائد فكيف ذلك وقد تفرق الناس، فالجيش كله له حق من هذا المال الذي غله، ولو قسمه عليهم لأصاب كل واحد منهم جزءا يسيرا جدا لا يذكر، ولن يستطيع جمعهم كلهم لأخذ هذا الجزء اليسير، فرد هذا الحق إلى أصحابه أصبح مستحيلا لعدم معرفة قائد الجيش بجميع الأفراد لعدم وجود دواوين تكتب فيه الأسماء في ذلك الوقت، فعند ذلك أفتى عالم من العلماء بالتصدق به بالنية عن أصحاب الحق، فلا شك أن قياس كل مسألة عليها لا تصح، بل الأصل أن ترد الحقوق إلى أصحابها، وأمرك سهل، فكل ما عليك هو الذهاب إلى صاحبة المقصف، وتقولين لها أن شخصا ما سرق من عندكم كذا وكذا وهذا هو المبلغ، ويريد منكم أن تسامحوها وأن لا تفضحوها، وسترضى بذلك.
وأما التي سرقت منها وهي من أهلك، فلا حرج في إخبارها عما كان منك في الصغر وأنك أخذت من مالها دون إخبارها وأنك نادمة الآن وأن هذا هو المال، وغالبا لن تغضب منك فالناس يعفون عما يبدر من الآخرين في الصغر، لكن إن خفت غضبها فيمكنك أن تستخدمي التورية، وإن خشيت أيضا، فعليك أن تضعي المال بين حاجياتها بحيث لا تشعر بك ولا تنسي بكتابة ورقة بأن المال مالها، حتى لا تظن أن المال لغيرها، واعلمي رحمك الله أن الفضيحة في الدنيا أهون من الفضيحة في الآخرة، ولا يجعلنك الشيطان تتأخرين عن رد الحقوق إلى أصحابها فتندمين في وقت لا ينفع فيه الندم، والله تعالى أعلم.
المصدر: موقع الشيخ خالد بن علي المشيقح
وأما سؤالك عن التصدق بالمبلغ، فاعلمي أن الذمة لا تبرأ بذلك، وإن كان البعض قد توسع فيه لكنه ليس صوابا بل خطأ، وأول مسألة وقعت وأفتي فيها بالتصدق غير مشابهة لحالتك، والمسألة كانت كما يلي: أن رجلا غل من الغنيمة قبل القسمة، وبعد قسمة الغنيمة تفرق الناس، فأتى الرجل تائبا وأتى بما غله إلى قائد الجيش ليرده إلى الناس، فقال القائد فكيف ذلك وقد تفرق الناس، فالجيش كله له حق من هذا المال الذي غله، ولو قسمه عليهم لأصاب كل واحد منهم جزءا يسيرا جدا لا يذكر، ولن يستطيع جمعهم كلهم لأخذ هذا الجزء اليسير، فرد هذا الحق إلى أصحابه أصبح مستحيلا لعدم معرفة قائد الجيش بجميع الأفراد لعدم وجود دواوين تكتب فيه الأسماء في ذلك الوقت، فعند ذلك أفتى عالم من العلماء بالتصدق به بالنية عن أصحاب الحق، فلا شك أن قياس كل مسألة عليها لا تصح، بل الأصل أن ترد الحقوق إلى أصحابها، وأمرك سهل، فكل ما عليك هو الذهاب إلى صاحبة المقصف، وتقولين لها أن شخصا ما سرق من عندكم كذا وكذا وهذا هو المبلغ، ويريد منكم أن تسامحوها وأن لا تفضحوها، وسترضى بذلك.
وأما التي سرقت منها وهي من أهلك، فلا حرج في إخبارها عما كان منك في الصغر وأنك أخذت من مالها دون إخبارها وأنك نادمة الآن وأن هذا هو المال، وغالبا لن تغضب منك فالناس يعفون عما يبدر من الآخرين في الصغر، لكن إن خفت غضبها فيمكنك أن تستخدمي التورية، وإن خشيت أيضا، فعليك أن تضعي المال بين حاجياتها بحيث لا تشعر بك ولا تنسي بكتابة ورقة بأن المال مالها، حتى لا تظن أن المال لغيرها، واعلمي رحمك الله أن الفضيحة في الدنيا أهون من الفضيحة في الآخرة، ولا يجعلنك الشيطان تتأخرين عن رد الحقوق إلى أصحابها فتندمين في وقت لا ينفع فيه الندم، والله تعالى أعلم.
المصدر: موقع الشيخ خالد بن علي المشيقح