ما حكم من أفطر متعمدا في رمضان؟
خالد بن عبد الله المصلح
- التصنيفات: ملفات شهر رمضان -
السؤال: ما حكم من أفطر متعمدا في رمضان؟
الإجابة: من أفطر متعمدا في يوم من أيام رمضان فقد أتى ذنبا عظيما ومهلكا من
المهلكات، يدل لذلك ما جاء في البخاري (1834) ومسلم (1111) من حديث
حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم " ".
فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على إن إفساده صومه هلاك، فالواجب على من وقع في ذلك أن يتوب إلى الله تعالى توبة صادقة، وأن يكثر من العمل الصالح، ومن ذلك الإكثار من صوم التطوع الذي يكمل به ما نقص من الفرض، كما جاء به الحديث في الصلاة وسائر العمل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " " أخرجه أحمد(9490) وأبوداود (864) والترمذي (413) والنسائي (465) وابن ماجه (1425) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
كما عليه أن يديم العمل على هذا، فإن الله تعالى علق حصول المغفرة على ذلك فقال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى} [طـه:82].
وأما ما يتعلق بالقضاء فإن قول عامة أهل العلم أنه يجب القضاء على من أفطر متعمدا، بأن يصوم يوما مكان اليوم الذي أفسده.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن من أفطر يوما من رمضان وجب عليه أن يصوم في قضائه اثني عشر يوما.
وفي قول يجب عليه أن يصوم شهرا، وفي قول: يجب عليه أن يصوم ثلاثة آلاف يوم، وبه قال النخعي ووكيع بن الجراح.
وقال آخرون: لا يجزيه القضاء ولو صام الدهر كله، لأنه أفسد صيامه متعمدا من غير عذر فلا يكفيه أن يأتي بيوم مكان هذا اليوم الذي أفسده، لأن القضاء إنما شرع للمعذور، قال الله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة:184] فمن أفسد الصوم من غير عذر وصام يوما مكانه فقد أحدث في دين الله ما لم يأذن به الله، فيدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري (2550) ومسلم (1718) من حديث القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها: " ".
ومما يذكر في هذا السياق ما رواه البخاري في صحيحه معلقا قال: يذكر عن أبي هريرة رفعه: " "،وهو حديث وصله أصحاب السنن من حديث أبي المطوس عن أبيه عن أبي هريرة، إلا أن إسناده ضعيف كما أفاده كلام البخاري حيث قال: أبو المطوس لا أعرف له غير هذا الحديث، وقال أيضا: أبو المطوس لا أدري سمع أبوه من أبي هريرة أو لا.
وقد أشار البخاري إلى أن ابن مسعود يقول بما دل عليه حديث أبي هريرة، فقد صح عنه عند عبد الرزاق(7475) وابن أبي شيبة (9784) أنه قال: من أفطر يوما من رمضان متعمدا لم يجزه صيام الدهر،حتى يلقى الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه.
وهذا القول هو أقرب إلى الصواب، وعليه فالمخرج من هذا التوبة والإكثار من العمل الصالح لا سيما الصوم، وفق الله الجميع لما فيه الخير.
17-9-1427هـ.
المصدر: موقع الشيخ خالد المصلح
فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على إن إفساده صومه هلاك، فالواجب على من وقع في ذلك أن يتوب إلى الله تعالى توبة صادقة، وأن يكثر من العمل الصالح، ومن ذلك الإكثار من صوم التطوع الذي يكمل به ما نقص من الفرض، كما جاء به الحديث في الصلاة وسائر العمل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " " أخرجه أحمد(9490) وأبوداود (864) والترمذي (413) والنسائي (465) وابن ماجه (1425) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
كما عليه أن يديم العمل على هذا، فإن الله تعالى علق حصول المغفرة على ذلك فقال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى} [طـه:82].
وأما ما يتعلق بالقضاء فإن قول عامة أهل العلم أنه يجب القضاء على من أفطر متعمدا، بأن يصوم يوما مكان اليوم الذي أفسده.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن من أفطر يوما من رمضان وجب عليه أن يصوم في قضائه اثني عشر يوما.
وفي قول يجب عليه أن يصوم شهرا، وفي قول: يجب عليه أن يصوم ثلاثة آلاف يوم، وبه قال النخعي ووكيع بن الجراح.
وقال آخرون: لا يجزيه القضاء ولو صام الدهر كله، لأنه أفسد صيامه متعمدا من غير عذر فلا يكفيه أن يأتي بيوم مكان هذا اليوم الذي أفسده، لأن القضاء إنما شرع للمعذور، قال الله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة:184] فمن أفسد الصوم من غير عذر وصام يوما مكانه فقد أحدث في دين الله ما لم يأذن به الله، فيدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري (2550) ومسلم (1718) من حديث القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها: " ".
ومما يذكر في هذا السياق ما رواه البخاري في صحيحه معلقا قال: يذكر عن أبي هريرة رفعه: " "،وهو حديث وصله أصحاب السنن من حديث أبي المطوس عن أبيه عن أبي هريرة، إلا أن إسناده ضعيف كما أفاده كلام البخاري حيث قال: أبو المطوس لا أعرف له غير هذا الحديث، وقال أيضا: أبو المطوس لا أدري سمع أبوه من أبي هريرة أو لا.
وقد أشار البخاري إلى أن ابن مسعود يقول بما دل عليه حديث أبي هريرة، فقد صح عنه عند عبد الرزاق(7475) وابن أبي شيبة (9784) أنه قال: من أفطر يوما من رمضان متعمدا لم يجزه صيام الدهر،حتى يلقى الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه.
وهذا القول هو أقرب إلى الصواب، وعليه فالمخرج من هذا التوبة والإكثار من العمل الصالح لا سيما الصوم، وفق الله الجميع لما فيه الخير.
17-9-1427هـ.
المصدر: موقع الشيخ خالد المصلح