حكم الدعاء للكفار المحاربين
خالد بن عبد الله المصلح
- التصنيفات: الذكر والدعاء -
السؤال: قام عندنا خطيب جمعة بالدعاء لليهود بالهداية في الخطبة، فأنكر عليه
الناس فعله، فاستدل بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو للكفار،
فما ترون في هذا الفعل؟
الإجابة: لا أعلم في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أصلا في الدعاء
لطائفة من الكفار بوصفهم المعادي للإسلام، بل قد جاء النهي عن
الاستغفار للمشركين، كما في قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا
أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى
مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ
الْجَحِيمِ} [التوبة:113]، والوصف المذموم لا يناسب الدعاء لمن
اتصف به، وقد جاء في القرآن الكريم الدعاء على أصحاب الأوصاف
المذمومة، كقوله تعالى: {أَلَا لَعْنَةُ
اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِين} [هود: 18]، وقوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ
اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ
يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا
عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى
الْكَافِرِينَ}[البقرة: 89].
وأما بخصوص اليهود، فهم أشد الناس عداوة لأهل الإيمان، كما قال تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة:82]، وقد لعنهم الله تعالى على لسان رسلهم فقال: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُون} [المائدة:78]، والنبي صلى الله عليه وسلم لعنهم بهذا الوصف، كما في الصحيحين من حديث عائشة وابن عباس رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " "، وقال أيضا: " " (أخرجه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه).
كما أنهم محاربون لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعباد الله المؤمنين، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم الدعاء عليهم لا لهم.
ولا يصلح أن يكون أصلا للدعاء لليهود ما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " "، فإن هؤلاء لم يكونوا محاربين، كما أنه صلى الله عليه وسلم لم يدع لهم بوصفهم المعادي للإسلام، بل بنسبتهم لقبيلتهم، ومثله ما جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحكي نبيا ضربه قومه فأدموه: " "، فإن هذا يدل على حرص النبي على هداية الخلق ورحمته بهم، ولما قيل له ألا تدعو على المشركين قال: " " (رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)، وكل هذا دال على جواز الدعاء للكفار بالهداية، ولكن لا يناسب أن يكون ذلك بالوصف الذي حصلت به المعاداة، فإن المعاداة توجب البغض والبراءة، والله تعالى أعلم.
29-2-1431هـ.
المصدر: موقع الشيخ خالد المصلح
وأما بخصوص اليهود، فهم أشد الناس عداوة لأهل الإيمان، كما قال تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة:82]، وقد لعنهم الله تعالى على لسان رسلهم فقال: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُون} [المائدة:78]، والنبي صلى الله عليه وسلم لعنهم بهذا الوصف، كما في الصحيحين من حديث عائشة وابن عباس رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " "، وقال أيضا: " " (أخرجه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه).
كما أنهم محاربون لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعباد الله المؤمنين، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم الدعاء عليهم لا لهم.
ولا يصلح أن يكون أصلا للدعاء لليهود ما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " "، فإن هؤلاء لم يكونوا محاربين، كما أنه صلى الله عليه وسلم لم يدع لهم بوصفهم المعادي للإسلام، بل بنسبتهم لقبيلتهم، ومثله ما جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحكي نبيا ضربه قومه فأدموه: " "، فإن هذا يدل على حرص النبي على هداية الخلق ورحمته بهم، ولما قيل له ألا تدعو على المشركين قال: " " (رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)، وكل هذا دال على جواز الدعاء للكفار بالهداية، ولكن لا يناسب أن يكون ذلك بالوصف الذي حصلت به المعاداة، فإن المعاداة توجب البغض والبراءة، والله تعالى أعلم.
29-2-1431هـ.
المصدر: موقع الشيخ خالد المصلح