هل مشاهدة الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة ممكنة؟
عبد الحي يوسف
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
السؤال: هل مشاهدة الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة ممكنة؟
الإجابة: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه
أجمعين، أما بعد:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " " (رواه البخاري)، زاد مسلم: " "، قال البخاري: قال ابن سيرين: "إذا رآه في صورته".
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " "، وثبت عنه أنه قال: " "، وهذه الأحاديث أنبِّه فيها على أمور:
. أولها: أن الذي يدعي رؤية النبي صلى الله عليه وسلم مناماً لا يُصَدَّق في قوله إلا إذا وصف ما رآه في المنام وصفاً يطابق ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم في وصف النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الذي كان عليه أهل العلم من سلفنا الأبرار. قال أيوب السختياني: كان محمد بن سيرين إذا قصَّ عليه رجل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال: صِفْ لي الذي رأيته. فإن وصف له صفة لا يعرفها قال: لم تره. وأخرج الحاكم من طريق عاصم بن كليب قال: حدثني أبي قال: قلت لابن عباس: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام. قال: صفه لي؟ قال: ذكرت الحسن بن علي فشبهته به. قال: قد رأيته.
.. ثانيها: أن بعض الناس يزعم أن أي صورة تُرى في المنام يقول المرئي مناماً لمن رآه إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها رؤيا له عليه الصلاة والسلام، ويستدل هؤلاء بما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " "، وهذا الحديث رواه ابن أبي عاصم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وفي سنده صالح مولى التوأمة وهو ضعيف لاختلاطه، وهو من رواية من سمع منه بعد الاختلاط.
.. ثالثها: قوله صلى الله عليه وسلم: " " معناه: فسيرى تفسير ما رأى لأنه حق وغيب ألقي فيه، وقال ابن بطال: قوله: " " يريد تصديق تلك الرؤيا في اليقظة وصحتها وخروجها على الحق، وليس المراد في الآخرة؛ لأنه سيراه يوم القيامة في اليقظة فتراه جميع أمته من رآه في النوم ومن لم يره منهم، وأجاب القاضي عياض باحتمال أن تكون رؤياه له في النوم على الصفة التي عُرف بها ووُصف عليها موجبة لتكرمته في الآخرة وأن يراه رؤية خاصة من القرب منه والشفاعة له بعلو الدرجة ونحو ذلك من الخصوصيات، قال: ولا يبعد أن يعاقب الله بعض المذنبين في القيامة بمنع رؤية نبيه صلى الله عليه وسلم مدة. وقال المازري: إن كان المحفوظ: " " معناه ظاهر، وإن كان المحفوظ: " " احتمل أن يكون أراد أهل عصره ممن يهاجر إليه، فإنه إذا رآه في المنام جعل علامة على أنه يراه بعد ذلك في اليقظة وأوحى الله بذلك إليه صلى الله عليه وسلم. وقوله: " " معناه: أنه لو رآه في اليقظة لطابق ما رآه في المنام، فيكون الأول حقاً وحقيقة، والثاني حقاً وتمثيلاً.
.. رابعها: من زعم أنه رآه يقظة فإن فساد قوله معلوم بأوائل العقول كما يقول القرطبي رحمه الله، لأنه يلزم من ذلك أمور لا يقول بها عاقل منها: أن لا يراه أحد إلا على صورته التي مات عليها، وأن لا يراه رائيان في آن واحد في مكانين، وأن يحيا الآن ويخرج من قبره ويمشي في الأسواق ويخاطب الناس ويخاطبوه، ويلزم من ذلك أن يخلو قبره من جسده فلا يبقى من قبره فيه شيء فيزار مجرد القبر ويُسَلَّم على غائب؛ لأنه جائز أن يرى في الليل والنهار مع اتصال الأوقات على حقيقته في غير قبره. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: ولو حمل -يعني الحديث- على ظاهره لكان هؤلاء -أي من زعم أنه رآه يقظة- صحابة! ولأمكن بقاء الصحبة إلى يوم القيامة، ويعكر عليه أن جمعاً جماً رأوه في المنام ثم لم يذكر واحد منهم أنه رآه في اليقظة وخبر الصادق -يعني النبي صلى الله عليه وسلم- لا يتخلف.
.. خامسها: من ادعى أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم جهرة يبين له فساد قوله بالحكمة والموعظة الحسنة وما قاله أهل العلم الثقات في ذلك وتقام عليه الحجة، فإن أصر على مقالته فلا بد من تحذير الناس من شره؛ خاصة وأن كثيرين من أصحاب هذه الدعوى في عصرنا يرتبون عليها أموراً يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أفضى بها إليهم ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله تعالى أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن شبكة المشكاة الإسلامية.
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " " (رواه البخاري)، زاد مسلم: " "، قال البخاري: قال ابن سيرين: "إذا رآه في صورته".
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " "، وثبت عنه أنه قال: " "، وهذه الأحاديث أنبِّه فيها على أمور:
. أولها: أن الذي يدعي رؤية النبي صلى الله عليه وسلم مناماً لا يُصَدَّق في قوله إلا إذا وصف ما رآه في المنام وصفاً يطابق ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم في وصف النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الذي كان عليه أهل العلم من سلفنا الأبرار. قال أيوب السختياني: كان محمد بن سيرين إذا قصَّ عليه رجل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال: صِفْ لي الذي رأيته. فإن وصف له صفة لا يعرفها قال: لم تره. وأخرج الحاكم من طريق عاصم بن كليب قال: حدثني أبي قال: قلت لابن عباس: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام. قال: صفه لي؟ قال: ذكرت الحسن بن علي فشبهته به. قال: قد رأيته.
.. ثانيها: أن بعض الناس يزعم أن أي صورة تُرى في المنام يقول المرئي مناماً لمن رآه إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها رؤيا له عليه الصلاة والسلام، ويستدل هؤلاء بما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " "، وهذا الحديث رواه ابن أبي عاصم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وفي سنده صالح مولى التوأمة وهو ضعيف لاختلاطه، وهو من رواية من سمع منه بعد الاختلاط.
.. ثالثها: قوله صلى الله عليه وسلم: " " معناه: فسيرى تفسير ما رأى لأنه حق وغيب ألقي فيه، وقال ابن بطال: قوله: " " يريد تصديق تلك الرؤيا في اليقظة وصحتها وخروجها على الحق، وليس المراد في الآخرة؛ لأنه سيراه يوم القيامة في اليقظة فتراه جميع أمته من رآه في النوم ومن لم يره منهم، وأجاب القاضي عياض باحتمال أن تكون رؤياه له في النوم على الصفة التي عُرف بها ووُصف عليها موجبة لتكرمته في الآخرة وأن يراه رؤية خاصة من القرب منه والشفاعة له بعلو الدرجة ونحو ذلك من الخصوصيات، قال: ولا يبعد أن يعاقب الله بعض المذنبين في القيامة بمنع رؤية نبيه صلى الله عليه وسلم مدة. وقال المازري: إن كان المحفوظ: " " معناه ظاهر، وإن كان المحفوظ: " " احتمل أن يكون أراد أهل عصره ممن يهاجر إليه، فإنه إذا رآه في المنام جعل علامة على أنه يراه بعد ذلك في اليقظة وأوحى الله بذلك إليه صلى الله عليه وسلم. وقوله: " " معناه: أنه لو رآه في اليقظة لطابق ما رآه في المنام، فيكون الأول حقاً وحقيقة، والثاني حقاً وتمثيلاً.
.. رابعها: من زعم أنه رآه يقظة فإن فساد قوله معلوم بأوائل العقول كما يقول القرطبي رحمه الله، لأنه يلزم من ذلك أمور لا يقول بها عاقل منها: أن لا يراه أحد إلا على صورته التي مات عليها، وأن لا يراه رائيان في آن واحد في مكانين، وأن يحيا الآن ويخرج من قبره ويمشي في الأسواق ويخاطب الناس ويخاطبوه، ويلزم من ذلك أن يخلو قبره من جسده فلا يبقى من قبره فيه شيء فيزار مجرد القبر ويُسَلَّم على غائب؛ لأنه جائز أن يرى في الليل والنهار مع اتصال الأوقات على حقيقته في غير قبره. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: ولو حمل -يعني الحديث- على ظاهره لكان هؤلاء -أي من زعم أنه رآه يقظة- صحابة! ولأمكن بقاء الصحبة إلى يوم القيامة، ويعكر عليه أن جمعاً جماً رأوه في المنام ثم لم يذكر واحد منهم أنه رآه في اليقظة وخبر الصادق -يعني النبي صلى الله عليه وسلم- لا يتخلف.
.. خامسها: من ادعى أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم جهرة يبين له فساد قوله بالحكمة والموعظة الحسنة وما قاله أهل العلم الثقات في ذلك وتقام عليه الحجة، فإن أصر على مقالته فلا بد من تحذير الناس من شره؛ خاصة وأن كثيرين من أصحاب هذه الدعوى في عصرنا يرتبون عليها أموراً يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أفضى بها إليهم ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله تعالى أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن شبكة المشكاة الإسلامية.