هل كان اليهود يعتدون بالأشهر القمرية؟
عبد الرحمن بن ناصر البراك
- التصنيفات: اليهودية والنصرانية -
السؤال: هل كان اليهود يعتدون بالأشهر القمرية، أم وافق يوم نجاة موسى عليه
السلام بأشهرهم شهر الله المحرم عندنا نحن المسلمين؟ جزاكم الله خيرا
الإجابة: الحمد لله؛ قال الله تعالى: {إن عدة
الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض
منها أربعة حرم}الآية، والمراد بالأشهر في هذه الآية أشهر
السنة القمرية التي تعرف الأشهرُ فيها بالقمر، فالشهر من الهلال إلى
الهلال تسعة وعشرون يوما أو ثلاثون يوما، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله أن الأحكام في شرائع الأنبياء مرتبطة بالأشهر القمرية
كما هي في هذه الشريعة([1]).
قال تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج}، وبهذا يظهر ربط اليهود صيامَ اليوم الذي نجى الله فيه موسى وقومه بالعاشر من محرم لأن الحدث وقع في العاشر من هذا الشهر، وكذا ذكر ابن القيم أن النصارى نقلوا صيامهم من وقته في السنة القمرية إلى وقت الربيع من السنة الشمسية([2])، وهذا من تلاعبهم بدينهم، فكان اليهود خيرا منهم في التزامهم في عباداتهم بالأشهر القمرية.
وإن كان لليهود تاريخ آخر يربطون به تاريخ الحوادث والمعاملات، ولما غلبهم النصارى صاروا يؤرخون بالتاريخ الميلادي الذي تستعمله النصارى، ومبدؤه ولادة المسيح عليه السلام، وقد سرى في عامة بلاد المسلمين اعتماد التاريخ الميلادي كما جرى لليهود، وذلك بسبب استيلاء النصارى على أكثر بلاد المسلمين، وهو ما يسمى بالاستعمار، وأما قبل ذلك فلم يكن للمسلمين إلا التاريخ الهجري الذي مبدؤه هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهو الذي سنه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأجمع الصحابة عليه، ومضى المسلمون عليه في تأريخ شؤونهم الدينية والدنيوية، ولهذا مضى على المملكة العربية السعودية (حرسها الله) ستة عقود وهي لا تؤرخ إلا بالتاريخ الهجري ، ثم صارت تستعمل التاريخين الهجري والميلادي، وكلما تقدم الزمن يتقدم التعويل على التاريخ الميلادي.
ولاريب أن اعتماد المسلمين في شؤون حياتهم على التاريخ الميلادي ضرب من التشبه بالكفار الذي جاءت الشريعة بالنهي عنه، وهو مظهر من مظاهر التبعية والضعف أمام الدول النصرانية، وهو مطلب من مطالبهم، ويشبه تعظيمَ المسلمين للتاريخ النصراني وأخذَهم به تعظيمُهم للغة الإنجليزية، وتعميمُ تعليمها في جميع مراحل التعليم للصغار والكبار والذكور والإناث، بما في ذلك رياض الأطفال، ولا حول ولاقوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وصلى الله وسلم على محمد.
ــــــــــــ
[1] مجموع الفتاوى (25/135) اقتضاء الصراط المستقيم (1/286).
[2] إغاثة اللهفان (1/384).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: موقع الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
قال تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج}، وبهذا يظهر ربط اليهود صيامَ اليوم الذي نجى الله فيه موسى وقومه بالعاشر من محرم لأن الحدث وقع في العاشر من هذا الشهر، وكذا ذكر ابن القيم أن النصارى نقلوا صيامهم من وقته في السنة القمرية إلى وقت الربيع من السنة الشمسية([2])، وهذا من تلاعبهم بدينهم، فكان اليهود خيرا منهم في التزامهم في عباداتهم بالأشهر القمرية.
وإن كان لليهود تاريخ آخر يربطون به تاريخ الحوادث والمعاملات، ولما غلبهم النصارى صاروا يؤرخون بالتاريخ الميلادي الذي تستعمله النصارى، ومبدؤه ولادة المسيح عليه السلام، وقد سرى في عامة بلاد المسلمين اعتماد التاريخ الميلادي كما جرى لليهود، وذلك بسبب استيلاء النصارى على أكثر بلاد المسلمين، وهو ما يسمى بالاستعمار، وأما قبل ذلك فلم يكن للمسلمين إلا التاريخ الهجري الذي مبدؤه هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهو الذي سنه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأجمع الصحابة عليه، ومضى المسلمون عليه في تأريخ شؤونهم الدينية والدنيوية، ولهذا مضى على المملكة العربية السعودية (حرسها الله) ستة عقود وهي لا تؤرخ إلا بالتاريخ الهجري ، ثم صارت تستعمل التاريخين الهجري والميلادي، وكلما تقدم الزمن يتقدم التعويل على التاريخ الميلادي.
ولاريب أن اعتماد المسلمين في شؤون حياتهم على التاريخ الميلادي ضرب من التشبه بالكفار الذي جاءت الشريعة بالنهي عنه، وهو مظهر من مظاهر التبعية والضعف أمام الدول النصرانية، وهو مطلب من مطالبهم، ويشبه تعظيمَ المسلمين للتاريخ النصراني وأخذَهم به تعظيمُهم للغة الإنجليزية، وتعميمُ تعليمها في جميع مراحل التعليم للصغار والكبار والذكور والإناث، بما في ذلك رياض الأطفال، ولا حول ولاقوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وصلى الله وسلم على محمد.
ــــــــــــ
[1] مجموع الفتاوى (25/135) اقتضاء الصراط المستقيم (1/286).
[2] إغاثة اللهفان (1/384).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: موقع الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك