صفة الغسل المسنون

خالد عبد المنعم الرفاعي

  • التصنيفات: فقه الطهارة -
السؤال:

كيف أغتسل كما كان يغتسل الرسول عليه الصلاة والسلام؟

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فصفة غسل النبي صلى الله عليه وسلم كاملةً فصلها ابن قدامة في "المغني"؛ حيث ذكر أن لغسل الجنابة صفتين: صفة إجزاء (أي: تجزئ الشخص وتكفيه ولكنها ليست الأكمل)، وصفة كمال (أي: على الوجه الأكمل كما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم)، ثم بدأ يفصِّل الكلام في صفة غسل الكمال فقال: الغسل الكامل يأتي فيه بعشرة أشياء: النية، والتسمية، وغسل يديه ثلاثاً، وغسل ما به من أذى، والوضوء، ويحثي (أي يصب الماء) على رأسه ثلاثاً يروي بها أصول الشعر، ويفيض الماء على سائر جسده، ويبدأ بشقه الأيمن، ويدلك بدنه بيده، وينتقل من موضع غسله؛ فيغسل قدميه، ويُستَحَب أن يخلل أصول شعر رأسه ولحيته بماء قبل إفاضته عليه؛ قال أحمد: الغسل من الجنابة على حديث عائشة وهو ما روي عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة غسل يديه ثلاثاً، وتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يخلل شعره بيده، حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته، أفاض عليه الماء ثلاث مرات، ثم غسل سائر جسده" (متفق عليه).اهـ كلام ابن قدامة.

وفي الصحيحين من حديث ابن عباس، عن خالته ميمونة رضي الله عنهما قالت: "أدنيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غسله من الجنابة، فغسل كفيه مرتين أو ثلاثاً، ثم أدخل يده في الإناء، ثم أفرغ به على فرجه وغسل بشماله، ثم ضرب بشماله الأرض فدلكها دلكاً شديداً، ثم توضأ وضوءه للصلاة، ثم أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملء كفه، ثم غسل سائر جسده، ثم تنحَّى عن مقامه ذلك، فغسل رجليه، ثم أتيته بالمنديل فردَّه" .اهـ.

فخلاصة ماتقدَّم أنه يستحبُّ لمن أراد أن يغتسل من الجنابة أن يتوضَّأ أوَّلاً وضوءه للصلاة، فإذا ولا يكمله، بل إذا فرغ من غسل يده اليسرى، يصبُّ الماء من رأسه على سائر جسده، على الصفة المتقدمة، والله أعلم.