العمل في محاكم تحكم بالقوانين الوضعية

عبد الرحمن بن ناصر البراك

  • التصنيفات: السياسة الشرعية -
السؤال:

أعمل مراسلاً في محكمة تحكم بالقوانين الوضعية، فما حكم عملي في هذه المحكمة؟

الإجابة:

الحمد لله،

المحاكم التي تحكم بالقوانين المخالفة لشرع الله محاكم طاغوتية؛ لأن الحكم بما يخالف شرع الله هو حكم الطاغوت، كما قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً} [النساء:60].

وإذا كان كذلك فلا يجوز التعاون مع هذه المحاكم التي تُحَكِّم الطاغوت، وتحكم به، والعمل معهم هو من المعاونة على الإثم والعدوان، فالواجب عليك أن تلتمس لك عملاً في غير هذه المحاكم وأمثالها ولو براتب أقل، فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وما مضى عليك من العمل معهم أنت معذور فيه؛ لأنك تجهل حقيقة الأمر، والله تعالى عفوّ كريم، قد تجاوز لعباده عن الخطأ والنسيان، كما قال تعالى: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286].

وقد أجاب الله هذا الدعاء، فالله يغفر لنا ولك، ونسأله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يردهم إلى تحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

تاريخ الفتوى 4-6-1426 هـ.