ضابط جواز الصلاة جماعة في مقر العمل

عبد الرحمن بن ناصر البراك

  • التصنيفات: فقه الصلاة -
السؤال:

ما ضابط جواز الصلاة جماعة في مقر العمل إذا كان هناك مسجد في الخارج؟

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

إذا كان المسجد الذي في الخارج قريباً فيجب الذهاب للصلاة فيه، فإنه هي الجماعة التي وردت الأحاديث في فضلها، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه خمساً وعشرين درجة، وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة لا يريد إلا الصلاة، فلم يخط خطوة إلا رفع له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد، فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه، والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه، يقولون اللهم ارحمه اللهم اغفر له اللهم تب عليه، ما لم يؤذ فيه ما لم يحدث فيه" (أخرجه البخاري ومسلم).

وكذلك هي الجماعة التي ورد الوعيد على من تركها،كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء" (أخرجه البخاري ومسلم).

وأما الجماعة في مقر العمل فهو يشبه صلاة الجماعة، أما إذا كان المسجد بعيداً فإن الصلاة في مقر العمل هو الواجب؛ لأن ذلك هو المستطاع، والله تعالى يقول: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16]. ويرجى لمن كانت عادته أن يصلي جماعة في المسجد، أن يكتب له فضل الجماعة إذا صلى في مقر العمل، ومن لم تكن هذه عادته، فصلاته في مقر العمل جماعة لا شك أنه أفضل من أن يصلي وحده. والله أعلم.

تاريخ الفتوى: 18-12-1425 هـ.