الحلف بآيات الله وكلماته
عبد الرحمن بن ناصر البراك
- التصنيفات: أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة -
ما حكم الحلف بآيات الله كقول (قسماً بآيات الله)؟ وما حكم الحلف بكلمات الله حيث قرأت في الحديث: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"؟
الحمد لله،
الحلف لا يجوز إلا بالله أو بصفة من صفاته، قال عليه الصلاة والسلام: "لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولابالأنداد ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون" (رواه أبو داود والنسائي).
وقال صلى الله عليه وسلم: "فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت" (متفق عليه)، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا حلف يقول: "والذي نفسي بيده" أو يقول: "فوالله" أو يقول: "لا ومقلب القلوب"، كل هذا من القسم بالله وصفاته سبحانه وتعالى، وكلمات الله هي من صفاته؛ لأن كلامه صفة له سبحانه وتعالى، فيجوز الحلف بكلام الله أو بكلمات الله، وكذلك الحلف بآيات الله إذا أريد بها آيات القرآن؛ كأن يقول الإنسان: وآيات الله المنزلة، أو: وآيات القرآن، وأما الآيات المخلوقة كالشمس والقمر فلا يجوز الحلف بها؛ فإنه لا يجوز الحلف بالمخلوق، ومن أراد بقوله: (وآيات الله) الآيات المخلوقة فقد حلف بغير الله، والحلف بغير الله شرك، كما في الحديث: "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك" (رواه أحمد و الترمذي وحسنه وصححه الحاكم)، والغالب أن الذي يقول: (وآيات الله) يريد آيات القرآن، فيكون حلفه جائزاً.
ولكن على المسلم ألا يكثر الحلف؛ لأنه ربما حلف كاذباً وهي اليمين الغموس، ولا يليق الحلف على كل شيء وإن كان الإنسان صادقاً، فإن الإكثار من الحلف ينافي تعظيم الله سبحانه وتعالى، قال سبحانه وتعالى: {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} [المائدة: 89] وحفظ الأيمان يكون بترك عقدها (يعني بترك كثرة الحلف) وبالكفارة فيما حنث فيه الحالف، وأما ما يجري على اللسان من غير عقد القلب فإنه من لغو اليمين، كما قال سبحانه وتعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة:225]. والله أعلم.
تاريخ الفتوى: 24-11-1425 هـ.