كيفية استخراج الركاز

خالد عبد المنعم الرفاعي

  • التصنيفات: آداب عامة -
السؤال:

هل ورد في الكتاب والسنة علم للوصول إلى الركاز المدفون واستخراجه؟

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فقد سبق أن بيَّنَّا حكم الرّكاز وتعريفه والواجب فيه في فتوى بعنوان: "وجدت في أرضي ذهبًا أثناء الحفر" فنرجو الاطلاع عليها. 

أمَّا كيفيَّة استخراجِه والوصول إليه، فإنه لم يرِدْ في الكتاب ولا في السنة علمٌ معيَّن للوصول إليه وإنَّما الَّذي ورد هو ما رُوِيَ عن زيد بن أسلم رضي الله عنه أنَّه استُعمل على معدن لبني سليم، وكان معدنًا لا يزال يُصاب فيه الناس من قِبَل الجِنّ، فلما ولِيَهم شَكَوْا ذلك إليه فأمرهم بالأذان، وأن يرفعوا أصواتَهم به، ففعلوا فارتفع ذلك عنهم حتى اليوم.

قال مالك: "وأعجبني ذلك مِن رَأْيِ زيد بن أسلم". ذكره ابن عبدالبر في "التمهيد".

وفيه دليل على أنه إذا خَشِيَ الإنسان من وجود جِنّ على الرِّكاز فمِنْ أعْظَمِ ما يَطْرُده الأذان، وأيضًا فقدْ وَرَدَ في الصحيحَيْنِ -واللفظ لمسلم- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا نُودي بالأذان أدْبَر الشيطانُ وله ضُراطٌ حتَّى لا يسمَعَ الأذانَ، فإذا قُضِيَ الأذانُ أقْبَلَ، فإذا ثوِّب بها أدبر".

وعليه فمن وجد رِكازًا فليتحصَّنْ بِذِكْر الله تعالى من شرّ ما عليه -إذا كان عليه جانٌّ أو شيطانٌ- وليتَّخِذِ الأسبابَ اللازمة لِطرْدِه، وأيضًا فمن أعظم ما يَطْرُدُ الجِنَّ: قراءةُ القرآن الكريم، وذكرُ الله تعالى، وخصوصًا قراءةَ سورة البقرة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان ينفِرُ من البيت الذي تُقْرَأُ فيه سورة البقرة" (رواه مسلم).

وكذلك: قل هو الله أحَدٌ، والمعوِّذتان؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "قل: قل هو الله أحد والمعوِّذَتَيْنِ حين تُمْسِي وتُصبح ثلاث مراتٍ تكفيك من كل شيء" (رواه أبو داود والترمذي والنَّسائي).

واعلمْ أنَّ ما يفعَلُه بعضُ الناس منَ الذّبح عند الكنوز بِقَصْدِ طَرْدِ الجِنّ، أمرٌ مُحَرَّم تحريمًا غليظًا بل قد يكون من الشّرك إذا كان يذبحه تقرُّبًا لِلجِنّ أو فداءً لِيُخْلِي الجِنّ بينهم وبين الكنز.

وأيضًا فإنَّنا ننبّه السائل إلى أنَّه لابد له أن يعرف ما نوعيَّة هذا الكنز هل هو من دَفْنِ الإسلام، أو من دَفْنِ الجاهلية؛ فإنْ كان من دَفْنِ الإسلام ويعرف بِوَضْعِ بعض علامات عليه من عهد الإسلام كاسم النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أوِ اسم أحد الخلفاء، أو آية من القرآن، ونحو ذلك، فإن كان كذلك فحُكْمُه حكمُ اللُّقَطة يعرَّف سنة، فإن جاء صاحبُه أو ورَثَتُه سُلِّمَ إليهم، وإلا فله أن يتمسَّك به، وينتفع به ما لم يعثر على صاحبه أو ورثته، وإن كان من دفن الجاهلية فإنَّه ركاز، ويعرف بوضع علامة عليه من علامات الجاهلية مثل أسماء مُلوكِ الجاهليَّة أو صُوَرِهم أو أسماء الأصنام التي كانت تعبد في الجاهلية ونحو ذلك،، والله أعلم.