الدعاء عند قبور الصالحين

عبد الرحمن بن ناصر البراك

  • التصنيفات: النهي عن البدع والمنكرات -
السؤال:

ما حكم زيارة قبور الصالحين للدعاء عندها، علماً بأن هذه الأسئلة تواجهنا عند زيارتنا لبلاد الشام؟

الإجابة:

الحمد لله، زيارة القبور مشروعة لأمرين:

- الأول: الإحسان إلى الأموات بالدعاء لهم، وينبغي للزائر أن يتعلم الأدعية المأثورة، فيسلم عليهم، يقول: "السلام عليكم يا أهل القبور، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية"، هذا إذا كانت قبور مسلمين، ولاسيما إذا كانوا معروفين بالصلاح، يدعى لهم بالمغفرة والرحمة.

- والأمر الثاني: هو التذكّر، فيتذكر المصير الذي صاروا إليه، ويتذكر الآخرة، قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تذكركم الآخرة" (مسلم: 977، والترمذي: 1054، والنسائي: 2032، وأبو داود: 3235، وابن ماجة: 1571)، وفي رواية: "تزهد في الدنيا" (أخرجها ابن ماجه: 1571)، هذه هي الزيارة الشرعية.

وأما زيارة قبور الصالحين للدعاء عندها بناء على اعتقاد أن الدعاء عندها مستجاب، وأنه أفضل من الدعاء في سائر البقاع، أو أفضل من الدعاء في المساجد وفي الأسحار فهذا بدعة منكرة، والزيارة على هذا الوجه زيارة بدعية، وربما تنتهي إلى الزيارة الشركية؛ وهي زيارة القبور لدعاء الأموات والاستغاثة بهم وطلب شفاعتهم، فالواجب على المسلم أن يقف بكل أموره عند حدود الله، ويحكّم شرع الله، ولا يسير مع أهواء الناس ولا يكون مقلداً للآباء والأجداد الذين كان الجهل يغلب عليهم وربما كانوا يفعلون ذلك بسبب قلة العلم، وعدم وجود المرشد والموجه للحق.

لم يكونوا على هدى من الله في أعمالهم، والدين مبناه على أمر الله المبلغ من رسوله صلى الله عليه وسلم، وكل ما لم يكن موافقاً لأمر الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم فلا يجوز اتخاذه ديناً، كما قال صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" (البخاري: 2697، ومسلم: 1718)، وفي رواية لمسلم (1718): "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"، وصلى الله على نبينا محمد.