ظهور المرأة أمام الرجال غير المحارم كجماعته وأصدقائه .
عبد العزيز بن باز
- التصنيفات: أحكام النساء -
السؤال: كثير من الرجال في بعض الأسر يسمح لزوجته أو ابنته أو أخته بالظهور
أمام الرجال غير المحارم كجماعته وأصدقائه وزملائه والجلوس معهم
والتحدث إليهم كما لو كانوا محرما لها ، وإذا نصحناهم قالوا إن هذه
عاداتهم وعادات آبائهم ، كما أنهم يزعمون أن قلوبهم نظيفة ، ومنهم
المكابر والمعاند وهو يفهم الحكم ، ومنهم من يجهله فما نصيحتكم لهم ؟
الإجابة: الواجب على كل مسلم أن لا يعتمد على العادات بل يجب عرضها على الشرع
المطهر فما أقره منها جاز فعله وما لا فلا ، وليس اعتياد الناس للشيء
دليلا على حله فجميع العادات التي اعتادها الناس في بلادهم أو في
قبائلهم يجب عرضها على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فما
أباح الله ورسوله فهو مباح ، وما نهى الله عنه وجب تركه وإن كان عادة
للناس ، فإذا اعتاد الناس التساهل بالخلوة بالأجنبية أو بكشف وجهها
لغير محارمها فهذه عادات باطلة يجب أن تترك كما لو اعتاد الناس الزنا
أو اللواط أو شرب المسكر فإن الواجب عليهم تركها وليست العادة حجة لهم
في ذلك ، بل الشرع فوق الجميع فعلى من هداه الله للإسلام أن يبتعد عما
حرم الله عليه من خمر وزنا وسرقة وعقوق وقطيعة الرحم وسائر ما حرم
الله عز وجل ، وأن يلتزم بما أوجب الله عليه. وهكذا الأسرة يجب عليها
أن تحترم أمر الله ورسوله وأن تبتعد عما حرم الله ورسوله فإذا كان من
عاداتهم كشف نسائهم لغير المحارم أو الخلوة بغير المحارم وجب عليهم
ترك ذلك. فليس للمرأة أن تكشف وجهها أو غيره لابن عمها ولا لزوج أختها
ولا لإخوان زوجها ولا لأعمامه ولا لأخواله ، بل يجب عليها الاحتجاب
وستر وجهها ورأسها وجميع بدنها عن غير محارمها ، أما الكلام فلا بأس
به كرد السلام والبداءة به مع الحجاب والبعد عن الخلوة لقول الله
سبحانه { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ
مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ
لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } وقوله عز وجل { يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ
مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ
فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا
مَعْرُوفًا } فنهى الله سبحانه وتعالى نساء النبي صلى الله
عليه وسلم أن يخضعن بالقول وهو تليينه وتكسيره حتى يطمع من كان في
قلبه مرض أي مرض الشهوة ويظن أنها مواتية ولا مانع عندها ، بل تقول
قولا وسطا ليس فيه عنف ولا خضوع ، وأخبر سبحانه أن الحجاب أطهر لقلوب
الجميع وقال تعالى { يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ
يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ
يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا
} والجلباب ثوب يطرح على الرأس والبدن تطرحه المرأة على رأسها وتغطي
به بدنها فوق ثيابها ، وقال عز وجل { وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ
أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ
زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ
عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا
لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ
أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ } الآية فهؤلاء
المذكورون في الآية لا حرج في إبداء المرأة زينتها لهم . والواجب على
جميع النساء المسلمات تقوى الله سبحانه وتعالى ، والحذر مما حرم الله
عليهن من إبداء الزينة لغير من أباح الله إبداءها له .