الغسيل البريتوني في نهار رمضان

خالد عبد المنعم الرفاعي

  • التصنيفات: فقه الصيام -
السؤال:

أنا بَحثتُ عن مسألة الغسيل البريتوني، وهل يفطر مَن يغسل الغسيل البريتوني في نهار رمضان؟ ووجدتُ تفاصيل واختلافًا، ومَن قال: لا يُفْسِد الصَّوم، ومَن قال: يُفْسِده.
وأنا في حيرة من أمري؛ حيث إنَّ والدي يغسِل الغسيل البريتوني ويرْغَب في الصيام، وهو يغسل 8 ساعات يوميًّا، وليس لديْه المدَّة الكافية في اللَّيل ليقوم بالغسيل.
فهل يفسد صومه لو غسَل في النَّهار وهو صائم؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فنسألُ الله الكريمَ ربَّ العرْشِ العظيم أن يَمُنَّ على والدِك بالشِّفاء العاجل.

أمَّا الغسيل البريتوني، فهو أحد الوسائل الطبّيَّة لعلاج حالات الفشَل الكلوي النّهائي، والتي تُعْتَبر سهلة، وفي نفس الوقت فعَّالة لإخْراج السّموم، والسَّوائل الضارَّة من جسم المريض.

ويعمل عن طريق القسطرة، حيث يتمُّ إدخال سائل الغسيل البريتوني مرتفع الضَّغط الأسموزي (كمحاليل السكَّر) إلى البطن، ويفصل السَّائلَ عن الدَّم الغشاءُ البريتوني المحيط بالأمعاء.

وتتحرَّك السّموم الضَّارَّة والسَّوائل الزَّائدة عن الحاجة من الدَّم باتِّجاه السَّائل البريتوني؛ نتيجةً لاختلاف الضَّغط الأسموزي بين الدَّم والسائل، ثمَّ يتمّ سحْب السَّائل البريتوني من البطْن، واستبداله بآخَر جديد.

وممَّا تقدَّم يُعْلَم أنَّ الغسيل البريتوني هذا ليس طعامًا ولا شرْبًا، ولا في معناهما، ولا يغذِّي، ولا يُسْتَغْنى به عن الأكْل والشرب؛ ولذلك فلا يعدُّ من مبطلات الصّيام، والأصْل صحَّة الصيام، وعدم الحكم بالفطر إلاَّ ببيّنة واضحة، وحجَّة ناهضة.

وقد سُئِل الشَّيخ ابن عثيمين عن "الغسيل البريتوني" لمريض الكُلى هل يفسد صومه؟
فأجاب: "إذا كان لا يتغذَّى به، ولا تصِل مادَّته المعِدة، فليس بمفطر"،، والله أعلم.