تقديم الطلاب هدايا للمعلمين

خالد بن علي المشيقح

  • التصنيفات: فقه المعاملات -
السؤال:

يقوم بعض الطلاب والطالبات بتقديم الهدايا للمدرسين أو للمدرسات في هذه الأيام وكذلك تقام في المدارس الحفلات وربما طلب المدرسون من طلابهم إحضار بعض الأطعمة لهذه الاحتفالات، فما حكم ذلك؟

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الأصل في تقديم الطالب هدية لمعلمه، أو الأصل في قبول هدايا العمال التحريم؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال في حديث ابن اللتبية الثابت الصحيح لما بعث رجلاً على الصدقة فجاء فقال: هذا لكم وهذا لي، فقال عليه الصلاة والسلام: "فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقاً" [أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه]، وفي مسند الأمام أحمد بسند صحيح من حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أيضاً مرفوعاً: "هدايا العمال غلول".

فالأصل أن هذا محرم ولا يجوز، يضاف إلى ذلك إذا كانت الهدية من أجل الوظيفة، من أجل عمالته ووظيفته، وأنه لولا أنه عامل أو موظف لم يُهدَ إليه فإن هذا لا يجوز، أما إذا كانت الهدية لأجل قرابة وأهدى إليه لا لأجل عمله، أو لكونه بينهم تهادي فإن هذا لا بأس به، لكن كونه يعمل ثم أهدى إليه فنقول بأن هذا لا يجوز، واستثنى بعض العلماء من ذلك ما إذا أخذها المعلم بقصد المكافأة، يعني إذا أخذها المعلم وكافأ التلميذ عليها بهدية مثلها لا برفع درجاته، فإن هذا استثناه بعض أهل العلم من التحريم، ولعله جيد.

أما مسألة الطعام الذي يطلب المدرسون إحضاره من الطلاب، فالذي يظهر أنه لا يجوز؛ اللهم إلا إذا كان هذا الطعام سيأكله الطلبة، فالمصلحة التي تترتب من هذا يمكن أن تُجعل للطلاب بينهم خاصة دون الأساتذة، وهذا الطريقة تحث جميع الطلاب فيحضروا طعاماً، ولا يخصص طلاب بعينهم بل كلٌ يدفع جزءاً يسيراً، ثم بعد ذلك المدرسون أيضا، يقومون بإحضار طعام آخر؛ لكي يحصل التعاون والتكامل، ولتتحقق المصالح المرجوة من وراء ذلك.
والله تعالى أعلم.

 

تاريخ الفتاوى: 20/4/1426 هـ -- 2005-05-29.