الجمع بين البراءة من الكفار ودعوتهم إلى الإسلام
خالد بن علي المشيقح
- التصنيفات: الدعوة إلى الله -
كيف نجمع بين البراءة من الكفار ودعوتهم إلى الإسلام علما بأنني أعمل مع الكفار ونعامله معاملة حسنة، ينتابني شك من تطبيق هذه العقيدة يعني عقيدة الولاء والبراء؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
لا مضادة بين دعوة الكفار إلى الإسلام، والبراءة من عقائدهم وكفرهم وشركهم بالله عز وجل؛ فالنبي عليه الصلاة والسلام ومن قبله إبراهيم عليه الصلاة والسلام إمام الحنفاء، كانوا يبرؤون من الكفار ومما هم عليه من العقائد الفاسدة والكفر والشرك بالله عز وجل، ومع ذلك بُعثوا بالدعوة إلى التوحيد، فلا مضادة في ذلك، فكون الإنسان يبرأ منهم لا يلزم من ذلك ألا يدعوهم إلى الله عز وجل، أما بالنسبة لمعاملتهم معاملة حسنة فهذا أيضاً لا بأس به؛ لأن الله تعالى يقول: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين} [الممتحنة: 8]، والمعاملة الحسنة بإحسان الخُلُق معهم، والصدق وإيفاء العقود والعهود معهم، وعدم ظلمهم، وعدم الإساءة لهم بالقول أو الفعل، هذا هو المطلوب لدعوتهم، والنبي عليه الصلاة والسلام عندما أرسل إلى هرقل قائد الروم فقال: "إلى هرقل عظيم الروم".
وأما ما يتعلق بتهنئتهم وقبول هديتهم والإهداء لهم وإجابة دعوتهم، فهذا كله متعلق بالمصلحة، فإذا كان يترتب على ذلك مصلحة شرعية، فإن هذا جائز بل قد يكون مشروعاً، إلا إن كان ذلك فيما يتعلق بشعائرهم الدينية فلا تجوز إجابة دعواتهم ولا تهنئتهم في ذلك، والله تعالى أعلم.
تاريخ الفتاوى: 2/4/1426 هـ -- 2005-05-11.