الحكمة من كون العقيقة في اليوم السابع

خالد عبد المنعم الرفاعي

  • التصنيفات: العقيقة وأحكام المولود -
السؤال:

ما تفسير العقيقة والحلق في اليوم السابع؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فقد روى الخَمْسةُ من حديث سَمُرة قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليْه وسلَّم: "كُلُّ غُلامٍ رهينةٌ بعقيقتِه، تُذْبَح عنه يومَ سابعِه، ويُسمَّى فيهُ ويُحْلَق رأسه" (صحَّحه التِّرمذيُّ والألبانيُّ).

وذهبَ عامَّةُ أهْلِ العِلْم إلى أنَّ العقيقةَ تكونُ يومَ السَّابع، وقد بيَّن العلاَّمة ابنُ القيِّم في "تُحفة المودود" الحِكمةَ من اختِصاص العقيقة باليَوْمِ السَّابع للوِلادة، فقال: "وحكمةُ هذا -والله أعلم- أنَّ الطِّفل حين يُولَد يكونُ أمرُه متردِّدًا بيْن السَّلامة والعطَب، ولا يدرى هَل هو من أمْرِ الحياة أو لا، إلى أن تأتِيَ عليْه مدَّة يُستدلُّ بِما يشاهَد من أحوالِه فيها على سلامة بِنْيَتِه، وصحَّة خِلْقَتِه، وأنَّه قابلٌ للحياة، وجُعِل مقدارُ تِلْكَ المدَّة أيَّامَ الأسبوع، فإنَّه دورٌ يوميٌّ، كما أنَّ السَّنة دورٌ شهْريٌّ ... والمقصودُ أنَّ هذه الأيَّامَ أوَّلُ مراتب العُمر، فإذا استكْمَلها انتقل إلى الثَّالثة وهي السنين، فما نقص عن هذه الأيَّام فغيْرُ مُستوفٍ للخليقةِ، وما زاد عليْها فهو مكرَّر، يُعادُ عند ذكْرِه اسمُ ما تقدَّم من عدَدِه، فكانت السَّنةُ غايةً لتَمَامِ الخَلْقِ، وجمع في آخر اليوم السادس منها، فجُعِلَتْ تسمية المولود، وإماطة الأذَى عنه، وفِدْيته، وفكُّ رهانه في اليوْم السَّابع"،، والله أعلم.