هل للفتاة أن تزوج نفسها لو رفض أولياؤها زواجها بمن تحب?
موسى حسن ميان
- التصنيفات: أحكام النساء -
السؤال: هل للفتاة أن تزوج نفسها لو رفض أولياؤها زواجها بمن تحب؟ وهل لأمها
أن تتولى تزويجها عند رفض أوليائها للزواج به؟
الإجابة: أختي في الله: أسأل الله تعالى أن ييسر موافقة أهلك عليه ويوفقك
بالزواج بمن تريدين، ولكن أختي الفاضلة: لو أصر أهلك بعدم القبول لهذا
الشاب فلا يجوز لك أبداً الإقدام على الزواج به بدون ولي، لأن النكاح
يشترط لصحته الولي، وهذا قول جمهور العلماء، قال النبي صلى الله عليه
وسلم: " " (رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه، وسند الحديث
حسن).
وجاء أيضاً في الحديث النبوي قوله صلى الله عليه وسلم: " "، فلابد أن يتولى تزويجك الرجال البالغون العاقلون من أهلك، وترتيبهم كالتالي: الأب فإن لم يوجد فـالجد لأب ثم الابن ثم الأخ الشقيق ثم الأخ لأب وهكذا...
وأما تزويجك لنفسك فلا يحل، ويعتبر النكاح فاسداً، ويفرق القاضي بينكما لفساد النكاح، أما بالنسبة للوالدة فلا يجوز لها تزويجك، فالمرأة لا تزوج المرأة، قال عليه الصلاة والسلام: " " (رواه ابن ماجه والدارقطني، ورجاله ثقات، وسند الحديث صحيح).
فأوصيك أختي بتكرار المحاولة مع الوالدة لتقنعهم برأيك في الزواج منه، بشرط كونه صاحب دين وخلق كريمين وأمانة ليحفظك ويحسن إليكِ، ولا تلجئي للطرق المحرمة في الزواج فيعاقبك الله ومن تحبين، وأريدك أختي أن تؤمني بالقضاء والقدر وتعلمي أن الله لا يقدر لك إلا ما هو خير في دنياك وأخراك، فلو استمر رفض الأهل فهي الخيرة من الله، وما يدريك ولعل هذا الشاب ليس نصيبك المكتوب عند الله ولعل تتزوجين بالشاب فتعيشين في تعاسة.
هذه أمور غيبية لا يدري المسلم أين الخير الذي كتبه الله؟ فلا تحزني برفض الأهل، وادعي الله بقولك: "اللهم إن كان زواجي بهذا الشاب خيراً لي فيسره لي، وإن كان شراً لي فاصرفه عني وقدر لي الخير حيث كان، وبارك لي فيه"، وعليك أختي بدعاء الاستخارة وكرريه بعد النوافل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
. زيادة للفائدة رأينا نقل هذه الفتوى من موقع الإسلام سؤال وجواب:
هل الحب قبل الزواج أفضل؟
سؤال: هل الزواج بعد قصة حب أكثر استقراراً في الإسلام أم الزواج الذي يرتبه الأهل؟
الجواب:
الحمد لله، يختلف أمر هذا الزواج بحكم ما كان قبله:
فإن كان الحب الذي بين الطرفين لم يتعدَّ شرع الله تعالى، ولم يقع صاحباه في المعصية: فإنه يُرجى أن يكون الزواج الناتج من هذا الحب أكثر استقراراً؛ وذلك لأنه جاء نتيجة لرغبة كل واحدٍ منهما بالآخر.
فإذا تعلق قلب رجل بامرأة يحل له نكاحها أو العكس فليس له من حلٍ إلا الزواج لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " " (رواه ابن ماجه: 1847، وصححه البوصيري، والشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة: 624).
قال السندي كما في هامش (سنن ابن ماجه): قوله: " "، لفظ: " ": يحتمل التثنية والجمع، والمعنى: أنه إذا كان بين اثنين محبة فتلك المحبة لا يزيدها شيء من أنواع التعلقات بالتقربات، ولا يديمها مثل تعلق النكاح، فلو كان بينهما نكاح مع تلك المحبة: لكانت المحبة كل يوم بالازدياد والقوة" انتهى.
. وإن كان هذا الزواج جاء نتيجة علاقة حب غير شرعيَّة، كأن يكون فيه لقاءات وخلوات وقبلات وما شابه ذلك من المحرَّمات: فإنه لن يكون مستقرّاً؛ وذلك لوقوع أصحابه في المخالفات الشرعيَّة والتي بنوْا حياتهما عليها مما يكون له أثره في تقليل البركة والتوفيق من الله تعالى، لأن المعاصي سبب كبير لذلك، وإن ظهر لكثير من الناس بتزين الشيطان أن الحب بما فيه من تجاوزات يجعل الزواج أقوى.
ثم إن هذه العلاقات المحرَّمة التي كانت بينهما قبل الزواج ستكون سبباً في ريبة كل واحدٍ منهما في الآخر، فسيفكر الزوج أنه من الممكن أن تقع الزوجة في مثل هذه العلاقة مع غيره، فإذا استبعد هذا تفكَّر في أمر نفسه وأنه قد حصل معه، والأمر نفسه سيكون مع الزوجة، وستتفكَّر في حال زوجها وأنه يمكن أن يرتبط بعلاقة مع امرأة أخرى، فإذا استبعدت هذا تفكَّرت في أمر نفسها وأنه حصل معها.
وهكذا سيعيش كل واحدٍ من الزوجين في شك وريبة وسوء ظن، وسيُبنى عليه سوء عشرة بينهما عاجلاً أو آجلاً.
وقد يقع من الزوج تعيير لزوجته بأنها قد رضيت لنفسها أن تعمل علاقة معه قبل زواجه منها، فيسبب ذلك طعناً وألماً لها فتسوء العشرة بينهما.
. لذا نرى أن الزواج إذا قام على علاقة غير شرعيَّة قبل الزواج فإنه غالباً لا يستقر ولا يُكتب له النجاح.
وأما اختيار الأهل فليس خيراً كلَّه ولا شرّاً كلَّه، فإذا أحسن الأهل الاختيار وكانت المرأة ذات دينٍ وجمال ووافق ذلك إعجابٌ من الزوج ورغبة بزواجها: فإنه يُرجى أن يكون زواجهما مستقرّاً وناجحاً؛ ولذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الخاطب أن ينظر إلى المخطوبة، فعن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " " (رواه الترمذي: 1087 وحسَّنه، والنسائي: 3235).
قال الترمذي: ومعنى قوله: " ": أحرى أن تدوم المودة بينكما.
فإن أساء الأهل الاختيار، أو أحسنوا ولم يوافِق عليها الزوج: فإنه سيُكتب لهذا الزواج الفشل وعدم الاستقرار غالباً، لأن ما بني على عدم رغبة فإنه غالباً لا يستقر، والله أعلم.
وجاء أيضاً في الحديث النبوي قوله صلى الله عليه وسلم: " "، فلابد أن يتولى تزويجك الرجال البالغون العاقلون من أهلك، وترتيبهم كالتالي: الأب فإن لم يوجد فـالجد لأب ثم الابن ثم الأخ الشقيق ثم الأخ لأب وهكذا...
وأما تزويجك لنفسك فلا يحل، ويعتبر النكاح فاسداً، ويفرق القاضي بينكما لفساد النكاح، أما بالنسبة للوالدة فلا يجوز لها تزويجك، فالمرأة لا تزوج المرأة، قال عليه الصلاة والسلام: " " (رواه ابن ماجه والدارقطني، ورجاله ثقات، وسند الحديث صحيح).
فأوصيك أختي بتكرار المحاولة مع الوالدة لتقنعهم برأيك في الزواج منه، بشرط كونه صاحب دين وخلق كريمين وأمانة ليحفظك ويحسن إليكِ، ولا تلجئي للطرق المحرمة في الزواج فيعاقبك الله ومن تحبين، وأريدك أختي أن تؤمني بالقضاء والقدر وتعلمي أن الله لا يقدر لك إلا ما هو خير في دنياك وأخراك، فلو استمر رفض الأهل فهي الخيرة من الله، وما يدريك ولعل هذا الشاب ليس نصيبك المكتوب عند الله ولعل تتزوجين بالشاب فتعيشين في تعاسة.
هذه أمور غيبية لا يدري المسلم أين الخير الذي كتبه الله؟ فلا تحزني برفض الأهل، وادعي الله بقولك: "اللهم إن كان زواجي بهذا الشاب خيراً لي فيسره لي، وإن كان شراً لي فاصرفه عني وقدر لي الخير حيث كان، وبارك لي فيه"، وعليك أختي بدعاء الاستخارة وكرريه بعد النوافل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
. زيادة للفائدة رأينا نقل هذه الفتوى من موقع الإسلام سؤال وجواب:
هل الحب قبل الزواج أفضل؟
سؤال: هل الزواج بعد قصة حب أكثر استقراراً في الإسلام أم الزواج الذي يرتبه الأهل؟
الجواب:
الحمد لله، يختلف أمر هذا الزواج بحكم ما كان قبله:
فإن كان الحب الذي بين الطرفين لم يتعدَّ شرع الله تعالى، ولم يقع صاحباه في المعصية: فإنه يُرجى أن يكون الزواج الناتج من هذا الحب أكثر استقراراً؛ وذلك لأنه جاء نتيجة لرغبة كل واحدٍ منهما بالآخر.
فإذا تعلق قلب رجل بامرأة يحل له نكاحها أو العكس فليس له من حلٍ إلا الزواج لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " " (رواه ابن ماجه: 1847، وصححه البوصيري، والشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة: 624).
قال السندي كما في هامش (سنن ابن ماجه): قوله: " "، لفظ: " ": يحتمل التثنية والجمع، والمعنى: أنه إذا كان بين اثنين محبة فتلك المحبة لا يزيدها شيء من أنواع التعلقات بالتقربات، ولا يديمها مثل تعلق النكاح، فلو كان بينهما نكاح مع تلك المحبة: لكانت المحبة كل يوم بالازدياد والقوة" انتهى.
. وإن كان هذا الزواج جاء نتيجة علاقة حب غير شرعيَّة، كأن يكون فيه لقاءات وخلوات وقبلات وما شابه ذلك من المحرَّمات: فإنه لن يكون مستقرّاً؛ وذلك لوقوع أصحابه في المخالفات الشرعيَّة والتي بنوْا حياتهما عليها مما يكون له أثره في تقليل البركة والتوفيق من الله تعالى، لأن المعاصي سبب كبير لذلك، وإن ظهر لكثير من الناس بتزين الشيطان أن الحب بما فيه من تجاوزات يجعل الزواج أقوى.
ثم إن هذه العلاقات المحرَّمة التي كانت بينهما قبل الزواج ستكون سبباً في ريبة كل واحدٍ منهما في الآخر، فسيفكر الزوج أنه من الممكن أن تقع الزوجة في مثل هذه العلاقة مع غيره، فإذا استبعد هذا تفكَّر في أمر نفسه وأنه قد حصل معه، والأمر نفسه سيكون مع الزوجة، وستتفكَّر في حال زوجها وأنه يمكن أن يرتبط بعلاقة مع امرأة أخرى، فإذا استبعدت هذا تفكَّرت في أمر نفسها وأنه حصل معها.
وهكذا سيعيش كل واحدٍ من الزوجين في شك وريبة وسوء ظن، وسيُبنى عليه سوء عشرة بينهما عاجلاً أو آجلاً.
وقد يقع من الزوج تعيير لزوجته بأنها قد رضيت لنفسها أن تعمل علاقة معه قبل زواجه منها، فيسبب ذلك طعناً وألماً لها فتسوء العشرة بينهما.
. لذا نرى أن الزواج إذا قام على علاقة غير شرعيَّة قبل الزواج فإنه غالباً لا يستقر ولا يُكتب له النجاح.
وأما اختيار الأهل فليس خيراً كلَّه ولا شرّاً كلَّه، فإذا أحسن الأهل الاختيار وكانت المرأة ذات دينٍ وجمال ووافق ذلك إعجابٌ من الزوج ورغبة بزواجها: فإنه يُرجى أن يكون زواجهما مستقرّاً وناجحاً؛ ولذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الخاطب أن ينظر إلى المخطوبة، فعن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " " (رواه الترمذي: 1087 وحسَّنه، والنسائي: 3235).
قال الترمذي: ومعنى قوله: " ": أحرى أن تدوم المودة بينكما.
فإن أساء الأهل الاختيار، أو أحسنوا ولم يوافِق عليها الزوج: فإنه سيُكتب لهذا الزواج الفشل وعدم الاستقرار غالباً، لأن ما بني على عدم رغبة فإنه غالباً لا يستقر، والله أعلم.