لا يبطل الحج بالكبائر
عبد العزيز بن باز
- التصنيفات: فقه الحج والعمرة -
حجك صحيح، والحمد لله، إذا كنت أديت ما شرع الله لك، حجك صحيح، والمعاصي ما تبطله بعد ذلك، حتى لو ارتد الإنسان أو كفر ما يبطل حجه، إلا إذا مات على الكفر، لو ارتد ثم هداه الله، ورجع إلى الإسلام بقي له عمله السابق؛ لأن الله شرط للردة أن يموت عليها، أن يموت وهو كافر، أما إذا هداه الله ورجع إلى الإسلام؛ أعماله تبقى له، فهكذا المعصية من باب أولى، المعصية لا تحبط الحج، فلو حججت وصمت رمضان وصليت الصلوات، ثم بعد ذلك حصل منك زنا أو شرب مسكر أو عقوق لوالديك أو أكل ربا، هذا لا يبطل أعمالك، المعصية فيها الإثم وعليك إثمها، ولكن لا تبطل بها الأعمال السابقة، الأعمال على حالها، لكن يضعف إيمانك، المعاصي تضعف الإيمان تنقص الإيمان، وتسبب غضب الله عز وجل، لكن ما تبطل طاعتك الماضية، ولكن تنقص أجورها، تضعفها، إلا من استحلها، استحل الزنا قال: حلال، استحل الزنا وهو يعرف أنه حرام، واستحله بين المسلمين - يعرف أن الزنا حرام، أو استحل الخمر؛ يكون مرتد عن الإسلام، فإذا مات على ذلك بطل حجه وعباداته كلها، كما قال سبحانه: {وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}[سورة الأنعام: 88] الآية، وقال سبحانه: {وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[سورة المائدة: 5]، فالذي يرتد عن دينه، إذا مات على الردة بطلت أعماله، ومن ذلك من يستحل الزنا أو الخمر أو العقوق، يقول: إنه حلال، وقد فهم السنة وفهم الدليل، فهذا يكون كافراً مرتداً عن الإسلام، نعوذ بالله، إذا مات على هذا تبطل أعماله، نسأل الله العافية.