ما هو الكوثر ؟ وهل هو خاص بالنبي ?
الإسلام سؤال وجواب
- التصنيفات: الدار الآخرة -
السؤال: ما هو الكوثر ؟ وهل هو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟.
الإجابة: الحمد لله
الكوثر في لغة العرب وصف يدل على المبالغة في الكثرة
أما في الشرع فله معنيان :
المعنى الأول : أنه نهر في الجنة أعطاه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وهذا المعنى هو المراد في قوله تعالى : {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ{ ، كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كما روى مسلم في صحيحه ((607) عن أنس رضي الله عنه قال " " الحديث . وعند الترمذي (3284) عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " " وقال الترمذي : إنه حسن صحيح . وصححه الألباني كما في صحيح سنن الترمذي ( 3 / 135 ) .
المعنى الثاني : أنه حوض عظيم ـ والحوض هو : مجمع الماء ـ يوضع في أرض المحشر يوم القيامة ترد عليه أمة محمد صلى الله عليه وسلم . وهذا الحوض يأتيه ماؤه من نهر الكوثر الذي في الجنة ، ولذا يسمى حوض الكوثر والدليل على ذلك ما رواه مسلم في صحيحه ( 4255 ) من حديث أبي ذر " " وظاهر الحديث أن الحوض بجانب الجنة لينصب فيه الماء من النهر الذي داخلها " كما قال ذلك ابن حجر رحمه الله في الفتح ( 11 / 466 ) . والله أعلم .
وأما هل هو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم دون غيره من الأنبياء أم لا ؟
فأما نهر الكوثر الذي يُصب من مائه في الحوض فإنه لم يُنقل نظيره لغير النبي صلى الله عليه وسلم وامتن الله عليه به في السورة فلا يبعد أنه خاص بنبينا صلى الله عليه وسلم دون غيره من الأنبياء .
وأما حوض الكوثر فقد اشتهر عند العلماء اختصاص نبينا صلى الله عليه وسلم به وممن صرح بذلك القرطبي في المفهم . لكن أخرج الترمذي (2367) من حديث سمرة قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " "ْ وهذا الحديث جميع أسانيده ضعيفة ، لكن بعض العلماء حكم له بالقبول لكثرة أسانيده كما فعل الألباني في الصحيحة (1589 ) ، ومنهم من حكم عليه بالضعف . فإذا ثبت الحديث كان المختص بنبينا صلى الله عليه وسلم النهر دون الحوض ، وإن لم يثبت فلا يبعد أن يكون الحوض أيضا خاصاً به دون غيره . والله أعلم .
وقد ورد في السنة الصحيحة ذكر صفات النهر الذي في الجنة والحوض الذي في أرض المحشر فمن صفات نهر الكوثر الذي في الجنة : ما رواه البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " " وفي المسند ( 12084 ) عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " " وصححه الألباني في الصحيحة ( 2513 ) وفي رواية عنه في المسند أيضا ( 12828 ) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ الْكَوْثَرِ فقَالَ " " وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ( 3740 )
وأما صفات الحوض الذي في أرض المحشر فمنها :
ما رواه البخاري ( 6093 ) ومسلم ( 4244 ) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنه قال : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " " وفي صحيح مسلم ( 4261 ) عن أَنَسٌ رضي الله عنه قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " " وفيه أيضا ( 4256 ) عَنْ ثَوْبَاَن رضي الله عنه أن النبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ َسُئِلَ عَنْ شَرَابِهِ ؛ فَقَالَ " "
وأحاديث الحوض لا شك في تواترها عند أهل العلم بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من خمسين صحابيا ، وقد ذكر الحافظ ابن حجر أسماء رواة أحاديثه من الصحابة في الفتح ( 11/468 ) حتى قال القرطبي في المفهم شرح صحيح مسلم : " مما يجب على كل مكلف أن يعلمه ويصدق به أن الله سبحانه وتعالى قد خص نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالحوض المصرح باسمه وصفته وشرابه في الأحاديث الصحيحة الشهيرة التي يحصل بمجموعها العلم القطعي .. "
وأما عن موقع الحوض في أرض المحشر : فقد اختلف العلماء في هذا : فمنهم من قال :إنه يكون بعد الصراط . ومنهم من قال : إنه يكون قبل الصراط وهو قول الأكثر وهو الأرجح والله أعلم لأنه يؤخذ بعض من يرد عليه إلى النار ، فلو كان موقعه بعد الصراط لما استطاعوا الوصول إليه لأنهم يكونون قد سقطوا في النار والعياذ بالله .
وفي ختام هذا المبحث لابد من التنبيه على أمر في غاية الأهمية والخطورة وهو:
أنه ليس كل من انتمى للأمة المحمدية سينال نعمة وشرف الشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم ، ويده الشريفة ، بل قد صرحت الأحاديث أن هناك من رجال هذه الأمة من يذاد ويدفع عن الحوض دفعا شديدا ، نسأل الله العافية . فَمَن هؤلاء الذين سيشربون ومن أولئك الذين سيدفعون ؟
لقد أجاب الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا السؤال إجابة واضحة شافية حتى لا يبقى لمعتذر عذر ، ولا لمتقاعس حجة فقد روى مسلم في صحيحه ( 367 ) " "
والغرّة : بيانض في وجه الفرس
والتحجيل : بياض في قوائمه
و( دهم بهم ) أي : أسود شديد خالص لا يخالطه لون آخر .
وفي البخاري ( 6528 ) ومسلم ( 4243 ) عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ سَهْلا يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " " وعند البخاري في صحيحه ( 2194 ) ومسلم (4257) عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " "
قال القرطبي رحمه الله : " قال علماؤنا رحمهم الله أجمعين : فكل من ارتد عن دين الله أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله ، ولم يأذن به فهو من المطرودين عن الحوض المبعدين عنه ، وأشدهم طردا من خالف جماعة المسلمين وفارق سبيلهم كالخوارج على اختلاف فرقها ، والروافض على تباين ضلالها ، والمعتزلة على أصناف أهوائها [ ومن نحا نحوهم أو سلك طريقهم ] وكذلك الظلمة المسرفون في الجور والظلم وتطميس الحق وقتل أهله وإذلالهم والمعلنون بالكبائر المستخفون بالمعاصي ، وجماعة أهل الزيغ والأهواء والبدع .. " التذكرة للقرطبي ( 306 ) فعلى العبد أن يجتهد في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وعدم مخالفته في أي شيء من هديه رجاء أن يمن الله عليه بالشرب من هذا الحوض المبارك ، وإلا فأي خزي وندامة أشد من خزي وندامة من يدفع من بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد بلغ به العطش مبلغا لا يطاق ولا يحتمل فيمنع من الشرب من ذاك الماء البارد الطيب ، ثم يزاد عليه العذاب والخزي والحسرة بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالسحق والبعد والعياذ بالله ، فتصَوُّرُ هذا عذاب ، فكيف بمعاينته والتعرض له ؟!.
نسأل الله أن يمن علينا وعلى إخواننا المسلمين بالتوفيق لمتابعة السنة ومجانبة البدعة والمعصية ... آمين . والحمد لله رب العالمين . يراجع ( القيامة الكبرى 257 - 262 ) و ( الجنة والنار 166 ، 167 ) للشيخ / عمر الأشقر و ( فتح الباري للحافظ ابن حجر 11 / 466 ).
الكوثر في لغة العرب وصف يدل على المبالغة في الكثرة
أما في الشرع فله معنيان :
المعنى الأول : أنه نهر في الجنة أعطاه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وهذا المعنى هو المراد في قوله تعالى : {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ{ ، كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كما روى مسلم في صحيحه ((607) عن أنس رضي الله عنه قال " " الحديث . وعند الترمذي (3284) عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " " وقال الترمذي : إنه حسن صحيح . وصححه الألباني كما في صحيح سنن الترمذي ( 3 / 135 ) .
المعنى الثاني : أنه حوض عظيم ـ والحوض هو : مجمع الماء ـ يوضع في أرض المحشر يوم القيامة ترد عليه أمة محمد صلى الله عليه وسلم . وهذا الحوض يأتيه ماؤه من نهر الكوثر الذي في الجنة ، ولذا يسمى حوض الكوثر والدليل على ذلك ما رواه مسلم في صحيحه ( 4255 ) من حديث أبي ذر " " وظاهر الحديث أن الحوض بجانب الجنة لينصب فيه الماء من النهر الذي داخلها " كما قال ذلك ابن حجر رحمه الله في الفتح ( 11 / 466 ) . والله أعلم .
وأما هل هو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم دون غيره من الأنبياء أم لا ؟
فأما نهر الكوثر الذي يُصب من مائه في الحوض فإنه لم يُنقل نظيره لغير النبي صلى الله عليه وسلم وامتن الله عليه به في السورة فلا يبعد أنه خاص بنبينا صلى الله عليه وسلم دون غيره من الأنبياء .
وأما حوض الكوثر فقد اشتهر عند العلماء اختصاص نبينا صلى الله عليه وسلم به وممن صرح بذلك القرطبي في المفهم . لكن أخرج الترمذي (2367) من حديث سمرة قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " "ْ وهذا الحديث جميع أسانيده ضعيفة ، لكن بعض العلماء حكم له بالقبول لكثرة أسانيده كما فعل الألباني في الصحيحة (1589 ) ، ومنهم من حكم عليه بالضعف . فإذا ثبت الحديث كان المختص بنبينا صلى الله عليه وسلم النهر دون الحوض ، وإن لم يثبت فلا يبعد أن يكون الحوض أيضا خاصاً به دون غيره . والله أعلم .
وقد ورد في السنة الصحيحة ذكر صفات النهر الذي في الجنة والحوض الذي في أرض المحشر فمن صفات نهر الكوثر الذي في الجنة : ما رواه البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " " وفي المسند ( 12084 ) عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " " وصححه الألباني في الصحيحة ( 2513 ) وفي رواية عنه في المسند أيضا ( 12828 ) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ الْكَوْثَرِ فقَالَ " " وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ( 3740 )
وأما صفات الحوض الذي في أرض المحشر فمنها :
ما رواه البخاري ( 6093 ) ومسلم ( 4244 ) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنه قال : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " " وفي صحيح مسلم ( 4261 ) عن أَنَسٌ رضي الله عنه قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " " وفيه أيضا ( 4256 ) عَنْ ثَوْبَاَن رضي الله عنه أن النبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ َسُئِلَ عَنْ شَرَابِهِ ؛ فَقَالَ " "
وأحاديث الحوض لا شك في تواترها عند أهل العلم بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من خمسين صحابيا ، وقد ذكر الحافظ ابن حجر أسماء رواة أحاديثه من الصحابة في الفتح ( 11/468 ) حتى قال القرطبي في المفهم شرح صحيح مسلم : " مما يجب على كل مكلف أن يعلمه ويصدق به أن الله سبحانه وتعالى قد خص نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالحوض المصرح باسمه وصفته وشرابه في الأحاديث الصحيحة الشهيرة التي يحصل بمجموعها العلم القطعي .. "
وأما عن موقع الحوض في أرض المحشر : فقد اختلف العلماء في هذا : فمنهم من قال :إنه يكون بعد الصراط . ومنهم من قال : إنه يكون قبل الصراط وهو قول الأكثر وهو الأرجح والله أعلم لأنه يؤخذ بعض من يرد عليه إلى النار ، فلو كان موقعه بعد الصراط لما استطاعوا الوصول إليه لأنهم يكونون قد سقطوا في النار والعياذ بالله .
وفي ختام هذا المبحث لابد من التنبيه على أمر في غاية الأهمية والخطورة وهو:
أنه ليس كل من انتمى للأمة المحمدية سينال نعمة وشرف الشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم ، ويده الشريفة ، بل قد صرحت الأحاديث أن هناك من رجال هذه الأمة من يذاد ويدفع عن الحوض دفعا شديدا ، نسأل الله العافية . فَمَن هؤلاء الذين سيشربون ومن أولئك الذين سيدفعون ؟
لقد أجاب الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا السؤال إجابة واضحة شافية حتى لا يبقى لمعتذر عذر ، ولا لمتقاعس حجة فقد روى مسلم في صحيحه ( 367 ) " "
والغرّة : بيانض في وجه الفرس
والتحجيل : بياض في قوائمه
و( دهم بهم ) أي : أسود شديد خالص لا يخالطه لون آخر .
وفي البخاري ( 6528 ) ومسلم ( 4243 ) عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ سَهْلا يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " " وعند البخاري في صحيحه ( 2194 ) ومسلم (4257) عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " "
قال القرطبي رحمه الله : " قال علماؤنا رحمهم الله أجمعين : فكل من ارتد عن دين الله أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله ، ولم يأذن به فهو من المطرودين عن الحوض المبعدين عنه ، وأشدهم طردا من خالف جماعة المسلمين وفارق سبيلهم كالخوارج على اختلاف فرقها ، والروافض على تباين ضلالها ، والمعتزلة على أصناف أهوائها [ ومن نحا نحوهم أو سلك طريقهم ] وكذلك الظلمة المسرفون في الجور والظلم وتطميس الحق وقتل أهله وإذلالهم والمعلنون بالكبائر المستخفون بالمعاصي ، وجماعة أهل الزيغ والأهواء والبدع .. " التذكرة للقرطبي ( 306 ) فعلى العبد أن يجتهد في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وعدم مخالفته في أي شيء من هديه رجاء أن يمن الله عليه بالشرب من هذا الحوض المبارك ، وإلا فأي خزي وندامة أشد من خزي وندامة من يدفع من بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد بلغ به العطش مبلغا لا يطاق ولا يحتمل فيمنع من الشرب من ذاك الماء البارد الطيب ، ثم يزاد عليه العذاب والخزي والحسرة بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالسحق والبعد والعياذ بالله ، فتصَوُّرُ هذا عذاب ، فكيف بمعاينته والتعرض له ؟!.
نسأل الله أن يمن علينا وعلى إخواننا المسلمين بالتوفيق لمتابعة السنة ومجانبة البدعة والمعصية ... آمين . والحمد لله رب العالمين . يراجع ( القيامة الكبرى 257 - 262 ) و ( الجنة والنار 166 ، 167 ) للشيخ / عمر الأشقر و ( فتح الباري للحافظ ابن حجر 11 / 466 ).