رسالة في التوسل والوسيلةالجزء الخامس عشر.
ابن تيمية
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
السؤال: رسالة في التوسل والوسيلةالجزء الخامس عشر.
الإجابة: وأصل سؤال الخلق الحاجات الدنيوية التى لا يجب عليهم فعلها ليس واجباً
على السائل ولا مستحباً، بل المأمور به سؤال الله تعالى والرغبة إليه
والتوكل عليه. وسؤال الخلق فى الأصل محرم، لكنه أبيح للضرورة، وتركه
توكلاً على الله أفضل، قال تعالى: { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ
فَارْغَبْ } [الشرح: 7، 8] أى ارغب إلى الله لا إلى
غيره، وقال تعالى: { وَلَوْ أَنَّهُمْ
رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا
اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى
اللّهِ رَاغِبُونَ } [التوبة: 59] فجعل الإيتاء لله
والرسول لقوله تعالى: { وَمَا
آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ
فَانتَهُوا } [الحشر: 7]، فأمرهم بإرضاء الله ورسوله.
وأما فى الحسب فأمرهم أن يقولوا: {حَسْبُنَا اللّهُ} لا يقولوا: حسبنا الله ورسوله. ويقولوا: { إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ } [التوبة:59] لم يأمرهم أن يقولوا: إنا لله ورسوله راغبون، فالرغبة إلى الله وحده كما قال تعالى فى الآية الأخرى: { وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ } [النور: 52]، فجعل الطاعة لله والرسول، وجعل الخشية والتقوى لله وحده.
وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم لابن عباس: " "، وهذا الحديث معروف مشهور، ولكن قد يروى مختصراً.
وقوله: " " هو من أصح ما روى عنه. وفى المسند لأحمد: أن أبا بكر الصديق كان يسقط السَّوط من يده فلا يقول لأحد: ناولنى إياه، ويقول: إن خليلى أمرنى ألا أسأل الناس شيئا. وفى صحيح مسلم عن عوف بن مالك أن النبى صلى الله عليه وسلم بايع طائفة من أصحابه وأسرّ إليهم كلمة خفية: " ". قال عوف: فقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط السوط من يده فلا يقول لأحد: ناولني إياه.
وفى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: " "، وقال: " " فمدح هؤلاء بأنهم لا يسترقون، أى لا يطلبون من أحد أن يرقيهم. والرقية من جنس الدعاء فلا يطلبون من أحد ذلك.
وقد روى فيه: (ولا يرقون) وهو غلط، فإن رقياهم لغيرهم ولأنفسهم حسنة، وكان النبى صلى الله عليه وسلم يرقى نفسه وغيره ولم يكن يسترقى، فإن رقيته نفسه وغيره من جنس الدعاء لنفسه ولغيره، وهذا مأمور به، فإن الأنبياء كلهم سألوا الله ودعوه كما ذكر الله ذلك فى قصة آدم وإبراهيم وموسى وغيرهم.
وما يروى أن الخليل لما ألقى فى المنجنيق قال له جبريل: سل، قال: " " ليس له إسناد معروف وهو باطل، بل الذى ثبت فى الصحيح عن ابن عباس أنه قال: " ".قال ابن عباس: قالها إبراهيم حين ألقى فى النار، وقالها محمد حين: { قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ } [آل عمران: 173]، وقد روى أن جبريل قال: هل لك من حاجة ؟ قال: " " وقد ذكر هذا الإمام أحمد وغيره.
وأما فى الحسب فأمرهم أن يقولوا: {حَسْبُنَا اللّهُ} لا يقولوا: حسبنا الله ورسوله. ويقولوا: { إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ } [التوبة:59] لم يأمرهم أن يقولوا: إنا لله ورسوله راغبون، فالرغبة إلى الله وحده كما قال تعالى فى الآية الأخرى: { وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ } [النور: 52]، فجعل الطاعة لله والرسول، وجعل الخشية والتقوى لله وحده.
وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم لابن عباس: " "، وهذا الحديث معروف مشهور، ولكن قد يروى مختصراً.
وقوله: " " هو من أصح ما روى عنه. وفى المسند لأحمد: أن أبا بكر الصديق كان يسقط السَّوط من يده فلا يقول لأحد: ناولنى إياه، ويقول: إن خليلى أمرنى ألا أسأل الناس شيئا. وفى صحيح مسلم عن عوف بن مالك أن النبى صلى الله عليه وسلم بايع طائفة من أصحابه وأسرّ إليهم كلمة خفية: " ". قال عوف: فقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط السوط من يده فلا يقول لأحد: ناولني إياه.
وفى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: " "، وقال: " " فمدح هؤلاء بأنهم لا يسترقون، أى لا يطلبون من أحد أن يرقيهم. والرقية من جنس الدعاء فلا يطلبون من أحد ذلك.
وقد روى فيه: (ولا يرقون) وهو غلط، فإن رقياهم لغيرهم ولأنفسهم حسنة، وكان النبى صلى الله عليه وسلم يرقى نفسه وغيره ولم يكن يسترقى، فإن رقيته نفسه وغيره من جنس الدعاء لنفسه ولغيره، وهذا مأمور به، فإن الأنبياء كلهم سألوا الله ودعوه كما ذكر الله ذلك فى قصة آدم وإبراهيم وموسى وغيرهم.
وما يروى أن الخليل لما ألقى فى المنجنيق قال له جبريل: سل، قال: " " ليس له إسناد معروف وهو باطل، بل الذى ثبت فى الصحيح عن ابن عباس أنه قال: " ".قال ابن عباس: قالها إبراهيم حين ألقى فى النار، وقالها محمد حين: { قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ } [آل عمران: 173]، وقد روى أن جبريل قال: هل لك من حاجة ؟ قال: " " وقد ذكر هذا الإمام أحمد وغيره.