العمل في مدينة الإنتاج الإعلامي

خالد عبد المنعم الرفاعي

  • التصنيفات: فقه المعاملات -
السؤال:

ما حكم العمل في مدينة الإنتاج الإعلامي: نسخ الأفلام وحمْلها، والتعامل مع الممثِّلين وغيرِهم من هذا الوسط، وتَجهيز الإستديوهات، إلى غير ذلك من الأعمال المرتبِطة بمجال التَّمثيل والمسرح؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فالعمل في مدينة الإنتاج الإعلامي لا يَخلو من عدَّة محاذير شرعيَّة، منها:

أولاً: أنَّ فيه تعاونًا على إنتاج تلك الأفلام السَّاقطة، ولا شكَّ أنَّ مشاهدة تلك الأفلام محرَّمٌ؛ كما سبق بيانه في الفتوى: "حكم مشاهدة الأفلام والمسلسلات والفيديو كليب"، وإذا حرَّم الله - تعالى – شيئًا، حرَّم التَّعاون عليه والمساعدة على فعلِه بأي طريقة، والقاعدةُ عند العُلماء تقول: "الوسائل لها أحكام المقاصد"، فكل ما أدَّى إلى وجود الحرام وأوْصل إليه فهو حرام. 

وقد نصَّ العلماء على تَحريم بيْع العنب لِمن يتَّخذه خمرًا؛ لأنَّ في ذلك إعانةً له على ما حرَّم الله تعالى؛ قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2].

ثانيًا: أنَّ وسَطَ الممثلين والممثِّلات لا يخلو من التبرُّج والسفور، والاختِلاط، والنَّظر المحرَّم، والخضوع بالقول، وغيره من المحرَّمات، ولا شكَّ أنَّ الاختِلاط بهؤلاء بابٌ عظيم للوقوع في تلك الفتَن، وفيما هو أعظم من ذلك، فعلى المسلم البعد عن أبوابِ الشَّرِّ جملةً وتفصيلاً؛ لأنَّ السلامة في الدين لا يَعْدِلُها شيء، ومَن حام حولَ الحِمى أوْشك أن يقع فيه.

وإذا تقرَّر هذا، تبيَّن أنَّ العمل في مدينة الإنتاج الإعلامي محرَّم، وراجع فتوى: "حكم العمل في القُرَى السياحية"،، والله أعلم.