حول الولاء وَالبَرَاء، والموقف من الصحابة

خالد عبد المنعم الرفاعي

  • التصنيفات: الولاء والبراء -
السؤال:

درسنا في موضوع الولاء والبَرَاء أنَّ أصنافَ النَّاسِ في ميزان هذه القضيَّة ثلاثةُ أصناف:

1. مَنْ يُوَالَوْنَ بِإِطْلَاقٍ، وهُمُ الأنبياءُ والمُرْسَلون والصَّحَابَةُ وتَابِعُوهُمْ.
2. مَنْ يُعَادَوْنَ بإطلاقٍ، وهُمُ الكافِرُون الخُلَّصُ والمنافِقُونَ والمُلْحِدُونَ و ..
3. مَنْ يُوالَوْنَ من وجهٍ ويُعادَوْنَ من وجه، وهم من فيهم معاصي ومخالفات..

والسؤال حول البَعْضِ مِنَ الصنف الأوَّل، وتحديدًا الصحابةُ والتابعون وتابعوهم، هل أيضًا هم يُحَبُّونَ بإطلاقٍ، بالرغم مما وقع منهم مثلا، كالاقتتال فيما بينهم، أو المعاصي التي أنكرها عليهم النبي صلى الله عليه وسلم كما في قصة الصحابي الذي كان كثير شرب الخمر وغير ذلك؟ أو ما كان يَحْدُثُ ممن جاء بعدَهُم من التابعين وتابعيهم بحكم أنهم غير معصومين؟
وهل يُوَالَى هؤلاء بإطلاقٍ بالرغم مما صَدَرَ منهم بأعيانهم أم بالجملة أم كيف تكون ولايتهم؟

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فَأَمَّا معنى الولاءِ والبَرَاءِ، ومَن تَجِبُ علينا موالاتُهُم، ومَنْ تجب علينا معاداتُهُمْ، فقد سبق مع أدلَّته في فتوى (للشيخ ابن عثيمين) بعنوان "مَفهُوم الولاء والبَرَاء". 

وقد أوْجَبَ اللهُ الموالاةَ بين المؤمنين - سواءٌ الصحابةُ منهم أو التابعون، أو مَن تَبِعَهُمْ بإحسان إلى يوم الدين - وبيَّن أن ذلك من أصول الإيمان ولوازمه.

قال الله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ . وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة:55-56].

وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ . وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ . وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ . وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الأنفال:72-75].

وعَنِ ابْن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ".
قال البيضاويُّ - رحمه الله تعالى: "وإنما صار أوَّلُ هذه الأُمَّة خيْرَ القُرُونِ؛ لأنهم آمَنُوا به حِينَ كَفَرَ الناس، وصدقوه حين كذبه الناس، وعَزَّرُوهُ، ونصروه، وآوَوْهُ، وواسَوْهُ بأموالهم وأنْفُسِهِمْ، وقاتلوا غيرَهُمْ على كُفْرِهِمْ حتى أدخلوهم في الإسلام". اهـ.

فالصَّحابَةُ هُمْ صَفْوَةُ خَلْقِ الله تعالى بعد النبيين، وصفوةُ خيرِ أمة أخرجت للناس، وأعمقُها عِلما، وأقلُّها تَكَلُّفًا، وَأَقْوَمُهَا هَدْيًا، وأَحْسَنُهَا حالا، اختارَهُمُ اللَّهُ لِصُحْبَةِ نبيِّه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينِهِ وثَبَتَتْ عدالةُ جميعهم بِثَنَاءِ الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ، وثناء رسوله عليه السلام، قال الله تعالى ذكره: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح:29]. "قال ابْنُ مسعودٍ رضي الله عنه: "فَحُبُّهُمْ سُنَّةٌ، والدُّعَاءُ لهم قُرْبَةٌ، والاقْتِدَاءُ بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة".

قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى": "فإنَّ الذي سَبَقَ إليه الصحابَةُ منَ الإيمان والجهاد، ومُعَادَاةِ أَهْلِ الأرض في موالاة الرَّسُولِ، وتصديقه وطاعته فيما يخبر به ويوجبه قبل أن تنتشر دعوتُهُ، وتظهَرَ كلمتُهُ، وتَكثُرَ أعوانُهُ وأنصارُهُ، وتنتَشِرَ دلائِلُ نُبُوَّتِه، بَلْ مَعَ قِلَّةِ المُؤْمِنِينَ وكثْرَةِ الكافرينَ والمنافقين، وإنفاق المؤمنين أموالَهُمْ في سبيل الله ابتغاءَ وجْهِهِ في مثل تلك الحال - أَمْرٌ ما بَقِيَ يحْصُلُ مثلُه لأَحَدٍ، كما في "الصحيحيْنِ" عنه صلى الله عليه وسلم: "لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي؛ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ"!!

وقدِ استفاضتِ النصوصُ الصحيحةُ عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ القُرُونِ قَرْنِي الَّذِينَ بُعِثْتُ فِيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ".

فَجُمْلَةُ القرنِ الأوَّل أفضلُ من القرن الثاني، والثاني أفضل من الثالث، والثالث أفضل من الرابع، لَكِنْ قد يَكُونُ في الرابع مَنْ هُوَ أفضلُ مِنْ بعض الثالث، وكذلك في الثالث مع الثاني.

وَهَلْ يَكُونُ فيمَنْ بعدَ الصحابةِ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْ بعض الصحابة المفضولين لا الفاضلين؟

هذا فيه نِزاعٌ، وفيه قولانِ حكاهما القاضي عياض وغيرُهُ، ومِنَ النَّاسِ مَنْ يَفْرِضُهَا في مِثْلِ مُعَاوِيَةَ وعُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ؛ فَإِنَّ مُعَاوِيَةَ لَهُ مَزِيَّةُ الصُّحبةِ والجهادِ مع النبي صلى الله عليه وسلم، وعُمَرُ له مَزِيَّةُ فضيلتِه مِنَ العدلِ والزُّهْدِ والخوفِ مِنَ الله تعالى".

وقال رحمه الله تعالى: على كل مسلمٍ أنْ يَكُونَ حُبُّهُ وبُغْضُهُ، وموالاتُه ومعاداته تابعاً لأمر الله ورسوله؛ فيُحِبُّ ما أَحَبَّهُ الله ورسولُه، ويُبْغِضُ ما أَبْغَضَهُ اللهُ ورَسُولُهُ، ويُوَالِي مَنْ يُوالي اللهَ ورسولَهُ، ويُعَادي مَن يُعادي اللهَ ورسولَه. ومن كان فيه ما يُوالَى عليه من حسناتٍ وما يُعادَى عليه من سيئات عُومل بموجب ذلك، كفُسَّاقِ أهْلِ المِلَّةِ؛ إذ هم مستحقون للثَّواب والعقاب، والموالاة والمعاداة، والحُبِّ والبغض؛ بحسب ما فيهم من البِرِّ والفُجور، فإنَّ {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ . وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7-8]. وهذا مذهب أهل السنة والجماعة.

وعليه؛ فالواجب علينا موالاتُهُم، وسلامةُ قلوبِنا وألسنتِنا لهم، ونشرُ فضائِلِهِمْ، والكف عن مساوِئِهِمْ وما شَجَرَ بينهم، وهم غير معصومين منَ الخطأ، فما وَقَعَ منهم، منه ما يكون لهم فيه عُذْرٌ يَخْفَى على الإنسان، ومنه ما تاب صاحبُه منه، ومنه ما يكون مغفورًا، ولهم من الفضائل ما يُذْهِبُ سَيِّئَ ما وَقَعَ منهم إِنْ وَقَعَ، وهل يُغَيِّرُ يسيرُ النَّجاسَةِ البَحْرَ إذا وقعتْ فيه؟! وإذا بَلَغَ الماءُ قُلَّتَيْنِ لم يحمِلِ الخَبَثَ، ومما يدُلُّ على أن الصَّحْبَ الكِرَامَ يُحَبُّون فَقَطْ، ويُوَالَوْنَ إجماعُ الأمة على عدالتهم، ومِنْ ثَمَّ فَذُنُوبُهُم إمَّا أن تَقَعَ مَغفورةً، أو غارقةً في بَحْرِ حسناتهم وفضلهم.

وحتَّى بعض الآيات التى جاء فيها عتاب لهم أو لبعضهم غفر اللهُ لهُم ما عاتبهم فيه، وتاب عليهم كقوله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ . فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال: 67-69] وقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران:152].

وقوله تعالى: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة:118]. تأمَّلْ ختام الآيات، والآيات في هذا المعنى كثيرة.

وكذلك قولُه في حَقِّ (ماعِز) بعدما أَقَامَ عليه حدَّ الزِّنا: "لقد تاب توبةً لو قُسمتْ بين أمة لوَسِعَتْهُمْ" (رواه مسلم)، وفي رواية لأبي داود: فسمع النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه: انظرْ إلى هذا الذي ستر الله عليه، فَلَمْ تَدَعْهُ نَفْسُهُ حَتَّى رُجِمَ رَجْمَ الكلب! فسكت عنهما، ثم سار ساعة... فقال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده؛ إنه الآن لفي أنهار الجنة يَنْغَمِسُ فيها".

وأما سؤالك عن موالاتهم جُملةً أو آحادا:
فالواجبُ علينا موالاتهم جملةً، دون الخوض في مساوئ آحادهم لما سبق ذِكْرُهُ، وخير دليلٍ القصة التي ذَكَرْتَهَا في سؤالك عن الصحابي الذي كان يُقام عليه الحدُّ لشربه الخمر؛ فقد أخرج البخاري من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "إن رجلاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبدالله، وكان يلقب بالحمار، وكان يُضْحِكُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشَّراب، فأُتي به يوماً، فأمر به فُجلد، فقال رجل من القوم: اللهُمَّ الْعَنْهُ، ما أكثر ما يُؤْتَى به! فقال صلى الله عليه وسلم: "لا تَلْعَنُوهُ، فوالله ما علمتُ إلا أنَّهُ يُحِبُّ اللهَ ورسولَهُ".

فأقام عليه الحدَّ تحقيقاً للعدل، وفي نفس الوقت أظهر مُقْتضى الحبِّ والولاء؛ فدافع عنه عليه الصلاة والسلام فقال: "لا تلعنوهُ".

قال شيخ الإسلام: "فإنَّ الله سبحانه بَعَثَ الرسل، وأنزل الكتب؛ ليكون الدِّينُ كلُّه لله، فيكون الحبُّ لأوليائه، والبغضُ لأعدائه، والإكرام لأوليائه، والإهانة لأعدائه، والثَّوابُ لأوليائه، والعقاب لأعدائه.

وإذا اجتمع في الرَّجل الواحد خيرٌ وشرٌّ وفجورٌ، وطاعةٌ ومعصيةٌ، وسُنَّةٌ وبدعةٌ؛ استحقَّ من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحقَّ من المعاداة والعقاب بحسْب ما فيه من الشرِّ، فيجتمع في الشخص الواحد موجباتُ الإكرام والإهانة، فيجتمع له من هذا وهذا، كاللِّصِّ الفقير تُقْطَعُ يدُه لسرقته، ويُعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته.

هذا هو الأصل الذي اتَّفق عليه أهلُ السُّنة والجماعة، وخالفهم الخوارجُ والمعتزِلةُ ومن وافقهم عليه، فلم يجعلوا النَّاسَ لا مستحقًّا للثواب فقط ولا مستحقًّا للعقاب فقط".

والصَّحابةُ هُمْ سادات الأولياء الصالحين، وهم بخلاف التابعين أو تابعيهم بإحسان، ثمَّ من بعدهم؛ لأنهم ليس عندهم ما عند الصحابة من التزكية من الله تعالى والشهادة بالمغفرة؛ قال تعالى: {لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة:118]، والله أعلم.