المدة التي مكثها المسلمون وهم يتوجهون لبيت المقدس

خالد عبد المنعم الرفاعي

  • التصنيفات: فقه الصلاة -
السؤال:

ما المدة التي ظَلَّ المسلِمون يتوجَّهون بقِبْلتِهم إلى المسجد الأقصى؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فقد كانتِ القِبلة إلى المسجِد الأقصى لمدَّة ستَّةَ عشَر شهرًا، أو سبعةَ عشَر شهرًا، قبل تَحويلِها إلى الكعبة ببلَدِ الله الحرام؛ لِما رُوِي في الصَّحيحيْن، عن أبي إسْحاقَ، قال: سَمِعتُ البرَاءَ يقولُ: "صلَّينا مَعَ رَسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم نَحْوَ بَيْتِ المقْدِسِ سِتَّةَ عشَرَ شَهْرًا، أوْ سَبْعَةَ عشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ صُرِفْنا نَحوَ الكَعْبَةِ".

قال في "عون المعبود": "وما في رواية أحمد: "توجَّه النَّبيُّ صلَّى الله عليْه وسلَّم إلى بَيْت المقْدِس سَبْعَة عَشَر شَهْرًا" - هُوَ الصَّحِيح، ومُوَافِق لِمَا في صَحِيح البُخَارِيِّ وَغَيْره: "سِتَّة عَشَر شَهْرًا أَوْ سَبْعَة عَشَر شَهْرًا"، وَفي صَحِيح مُسْلِم والنَّسَائيّ: "سِتَّة عَشَر شَهْرًا" منْ غَيْر شَكٍّ، ورَجَّحَهُ النَّوويُّ في "شَرْح مُسْلِم"، والحافظُ في "فَتْح الباري"، وما في رِوايَة الكِتَاب: "ثَلاثَةَ عَشَر شَهْرًا"، فَهُوَ يُعَارِض ما في الصَّحِيحَيْنِ، وَضَعَّف الحَافِظُ ابْن حَجَر رِواية ثَلاثة عَشَر شَهْرًا، وأشْبَع الكَلام فيه وأَطابَ، والله أعْلَم". اهـ،، والله أعلم.