عمليات التجميل
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: فتاوى طبية -
هل عمليات تصغير الثدى من أجل الزوج حلال أم حرام؟
الحمد لله، والصَّلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومَن وَالاَه، وبعد:
فاعلمي أنَّ التجميل نوعان:
الأول: تجميلٌ لإزالة العيب الناتج عن حادثٍ أو غيره، وهذا لا بأسَ به، ولا حَرَج فيه؛ لحديث عَرْفَجَة بن أسعد: "أنه أُصِيبَ أنفُه يوم الكُلاَب في الجاهليَّة - يومٌ وَقَعَتْ فيه حربٌ في الجاهليَّة -فاتَّخَذَ أنفًا من وَرِق أي فضَّة - فأنتن عليه، فأمَرَهُ النبي صلى الله عليه وسلم أن يَتَّخِذَ أنفًا مِن ذَهَب" (رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وحسَّنه الشيخ الألباني في إرواء الغليل).
والثاني: التجميل لزِيادة الحُسْن، وليسَ لإزالة العيب، فلا يجوز بل هو مُحَرَّم؛ لحديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يلعن المُتَنَمِّصات، والمُتَفَلِّجات للحُسن، اللاَّتي يُغَيّرْنَ خَلْق الله" (رواه البخاري، ومسلم).
وعليه؛ فلا يجوز للأخت السائلة الإقدامُ على هذا النوع منَ عمليات التَّجْميل، وما تَتَعَلَّل به -مِن صِغَر حَجْم الصَّدر بعد الولادة- غير مُبِيحٍ لهذا الفعل، وغير كافٍ في التَّرخيص فيه.
واعْلَمي: أنَّ المسألة نفسيَّة، وحلُّها بالرِّضا بما قَسَمه الله منَ الصُّورة والجمال، كما قال رسول الله: "ارضَ بما قسم الله لك، تكن أغنى الناس"، وقيمة الإنسان ليستْ في صورته وشكله الظَّاهري؛ بل هي فيما تَحْمِلُه نفسُه من الْتِزام لِشَرْع الله، وتَحَلٍّ بالآداب والأخلاق الكريمة.
ويراجع للأهمية فتوى: "حكم بيع الأعضاء والدم".
وإنما يجوز ذلك في حالة خروج ذلك عن حد العادة خروجاً مشوها للخلقة تشويها واضحاً، أو في حالة وقوع هذا التحسين باستعمال عقاقير طبية أو حركات رياضية لا يترتب عليها ضرر،، والله أعلم.