شاب يعاني من وسوسة عند كل صلاة وكل وضوء

عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

  • التصنيفات: فقه الصلاة -
السؤال:

شاب يعاني من وسوسة عند كل صلاة وكل وضوء ويشعر بأن وضوءه قد نقض لأي سبب ويعيد الفرائض والصلوات الأخرى فماذا يستطيع أن يفعل ليبعد هذه الوساوس من رأسه وهل تكون صلاته جائزة إذا لم يعيدها؟

الإجابة:

الحمدلله .
الوسواس لا يدخل إلا على عابد ، إذ يحرص الشيطان أن يُفسد عليه عبادته ، ويُلبّس عليه أمر دينه .
وغالباً لا يدخل على عالم ؛ لعلمه بمداخل الشيطان والحرص على إغلاقها . ولا يدخل الوسواس على أهل الكفر والمعاصي ؛ لأن الشيطان ليس بحاجة إلى أن يُلبّس عليهم أمر دينهم . وعلاج الوسواس
تركه والانتهاء عنه وعدم الالتفات إلى ما يُلقي الشيطان الوسوسة داء خطير يُلبّس به الشيطان على العباد عباداتهم ومعتقداتهم .. ودواء هذا الداء تركه وعدم الالتفات إليه . قال صلى الله عليه وسلم :"" لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله الخلق فمن خلق الله ، فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله ، و ليستعيذ بالله ، ولْيَنْتَهِ ". متفق عليه .
فإذا وجد الإنسان شيئا من الوسواس فليستعيذ بالله ولينتهِ ويترك ما يخطر بباله ولا يلتفت إليه . وليستعيذ بالله من الشيطان الرجيم قال تعالى : { وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } ولذا لما أتى عثمان بن أبي العاص النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها عليّ . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"" ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه ، واتفل على يسارك ثلاثا . قال : ففعلت ذلك فأذهبه الله عني" . رواه مسلم
. وإذا كان الوسواس في الوضوء مثلا وجاء الشيطان بعد أن فرغ المسلم من وضوءه وقال له : أنت لم تمسح رأسك فلا يلتفت إليه . وإذا جاءه وخيّـل له أن شيئا من البول ينزل معه فلا يلتفت إليه ، وقد دلّ النبي صلى الله عليه وسلم أمته على علاج ذلك ."" جبريل عليه السلام لما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم فعلمه الوضوء ، فلما فرغ من وضوءه أخذ حفنة من ماء فَرَشّ بـها نحو الفرج ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرش بعد وضوءه . رواه الإمام أحمد ". وهكذا يقطع طريق الوسوسة على الشيطان .. وعليه أن لا يتمادى فيها . وإذا توضأ كما أمره الله فلا يلتفت إلى ما يُلقيه الشيطان ، وليُصلِّ وليس عليه إعادة ، وبهذا يقطع طريق الوسوسة.