قراءة القرآن أثناء الاحتضار
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: الموت وما بعده -
توفِّي والدي -رحمه الله- في منتصف شهر ذي القعْدة الفائت، وقد كان -رحمه الله- مثالاً للأخلاق والنزاهة، ورزقه الله بذرِّيَّة تقدَّر بِخمس عشْرةَ، ما بين ابنٍ وابنة، منهم ابنة توفِّيت في حياتِه، وكان مثالاً للرَّجُل المتديِّن التَّالي للقُرآن، وعندما حضرتْه الوفاة كان يتلو القرآن، وخصوصًا سورةَ البروج، الآية: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الحَرِيقِ} [البروج: 10]، وكذلك: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً . حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً} [النبأ: 31، 32]، فما هو دلالة هذه الآيات، ولماذا كان يتلوها؟ علمًا بأن من أخواتي من رأته في المنام يلبس لباسَ حريرٍ أخضر، وعمره كان في المنام في الثلاثينات.
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فالله نسأل أن يرحم والدَك وأمواتَ المسلمين، اللَّهُمَّ اغفِر لهم وارحمهم، وعافِهِم واعفُ عنهم، وأكرم نُزُلهم، وأوسِعْ مُدْخَلهم، واغْسِلهم بالماء والثَّلج والبرَد، ونقِّهم من الخطايا كما ينقَّى الثوب الأبيض من الدَّنس، اللَّهُمَّ أبدِلْهم دارًا خيرًا من دارِهم، وأزواجًا خيرًا من زوجاتِهم، وأهلاً خيرًا من أهليهِم، وأدخِلْهم الجنَّة ونجِّهم من النَّار، وقِهِم عذابَ القَبر، اللَّهُمَّ آمين.
أمَّا قراءة المحتضَر القُرآن حالَ احتِضاره، فمن علامات وأمارات حُسْن الخاتمة، وهذا قولُ غيرِ واحد من أهل العلم، وقد رُوِي عن كثيرٍ من صالحي سلَفِنا أنَّه قرأ بعضَ الآيات عند الاحتِضار؛ كعمر بن عبدالعزيز وشيخ الإسلام ابن تيمية.
أمَّا بالنسبة لرؤْيته في المنام، وهو يلبس حريرًا أخضر، وعمره كان في المنام في الثَّلاثينات، فالَّذي يظهر أنَّها رؤيا خير، إنْ شاء الله،، والله أعلم.