هل يجوز قول قبح الله وجهك للكافر؟

عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

  • التصنيفات: فتاوى وأحكام -
السؤال:

في الحديث: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَجَنَّبِ الْوَجْهَ، وَلا تَقُلْ قَبَّحَ اللَّهُ وَجْهَكَ وَوَجْهَ مَنْ أَشْبَهَ وَجْهَكَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ".

هل يجوز أن أقول للكافر قبح الله وجهك, أم يدخل في هذا النهي؟

الإجابة:

الذي يظهر أن النهي مُركّب من أمرين: الأول: أن يُقال: قبّح الله وجهك وَوَجْهَ مَنْ أَشْبَهَ وَجْهَكَ. والثاني: أن يُقال: قبّح الله وجهك. فالأول ممنوع من قوله سواء للكافر أو للمسلم. والثاني ممنوع في حقّ المسلم.

وقد سُئل صلى الله عليه وسلم: ما حق زوجة أحدنا عليه؟ فقال: "أن تطعمها إذ طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت أو اكتسبت، ولا تضرب الوجه ولا تُقَبِّح، ولا تهجر إلا في البيت". قال أبو داود: ولا تُقَبِّح أن تقول قَبَّحَك الله. (رواه أحمد وأبو داود واللفظ له).

ويجوز قول: قبّح الله وجهك أو قبّحك الله للكافر؛ لأن الله تعالى أخبر أنهم يوم القيامة من المقبوحين، كما قال تعالى: {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ}. قال ابن عباس رضي الله عنهما: هُم الذين قُبِّحُوا بِسَواد الوجوه وزرق العيون.

قال القرطبي في تفسيره: يُقال: قَبَّحَه الله، أي: نَحَّاه مِن كُل خَير، وقَبَحه وقَبّحه إذا جَعله قبيحا. اه. وقال أنس رضي الله عنه للذين لم يقتدوا به وأتمّوا صلاتهم وهم في سفر: قبح الله الوجوه! فو الله ما أصَابَتِ السُّنَّة ولا قَبِلَتِ الرُّخْصَة. (رواه الإمام أحمد وسعيد بن منصور). والله تعالى أعلم.