المراد بالتبليغ في حديث " بلغوا عني ولو آية"

ناصر بن سليمان العمر

  • التصنيفات: الحديث وعلومه -
السؤال:

اختلف بعض الإخوة حول معنى الحديث "بلغوا عني ولو آية".. فهل هذا الحديث يتضمن الأمر بطلب العلم الشرعي، الذي من خلاله يستطيع الانسان أن يمتثل لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، بتبليغ العلم على الوجه الصحيح؟ أم أنه يعني أن على كل إنسان أن يبلغ ما عنده من العلم، ولو آية واحدة في أقل الأحوال، سواء تأهل للتبليغ من خلال طلبه للعلم الشرعي -بشكل عام أو بشكل خاص في الجزئية التي يريد أن يبلغها- أم لم يتأهل؟؟؟

الإجابة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

الصحيح أن من عرف شيئاً من العلم تحملاً أو فقهاً وجب عليه تبليغه إذا لم يقم به غيره؛ لأن هذا من فروض الكفايات، ولا يجوز كتم العلم، وإذا قام به غيره سقط عنه.

ولكن هناك فرق بين التبليغ والفتوى، فالتبليغ هو أن يوصل ما تحمله من العلم كما تحمله دون زيادة ولا نقصان، أما الفتوى فهي أعم من ذلك وتتعلق بفهم ما تحمل وتحقق شروط الفتوى بالمفتي "فربّ مبلغ أوعى من سامع، وربّ حامل فقه لمن هو أفقه منه"

أما هل هذا الحديث يوجب طلب العلم فليس نصاً على كل مسلم في الوجوب، وإنما وردت أدلة أخرى على مشروعية طلب العلم، ومتى يكون فرض عين أو فرض كفاية أو سنة، وقد يكون هذا الحديث من جملتها، لكنه نص في التبليغ لا وجوب الطلب، والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

تاريخ الفتوى: 24- 4- 1429هـ.