سؤال عن عدة أحاديث
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: الحديث وعلومه -
هل تعلم أنَّ: "مَن قرأَ الثَّلاث الآياتِ الأخيرة من سورة الحشر في النَّهار صلَّى عليه 70 ألفَ ملكٍ حتَّى يُمسي، وإذا مات مات شهيدًا؟ وإذا قرأها في المساء صلَّى عليه 70 ألفَ ملكٍ، وإذا مات ماتَ شهيدًا".
المرجع هو: فضائل القُرآن الكريم، من كتاب "الإتقان في علوم القرآن"، للإمام جلال الدين السيوطي.
دُعاء إذا قلتَه يَغفِر الله لكَ عدَدَ هذِه الأشياء:
1- "أستغفر الله العظيم التَّواب الرحيم، لذَنْبِي ولذَنْبِ المُسلمين والمُسلِمات، والمُؤْمنين والمُؤْمنات، الأحياءِ منهُم والأموات".
2- "سُبحان الله وبِحمدِه، عددَ خلقِه، ورِضَا نفسِه، وزنةَ عرشه، ومدادَ كلماتِه" 3 مرات.
"لا إله إلا الله، وحدَه لا شريكَ له، له المُلك وله الحَمْدُ، يُحيي ويُميتُ، بيَدِه الخيْرُ وهو على كلِّ شيْءٍ قدير" مَن قالَها 7 مرَّات كفَاهُ اللهُ ما أهَمَّه".
3- مَن قال: "سبحانَ الله" 100 مرة، تُكْتَب له 1000 حسنة، أو تُحطُّ عنه 1000 خطيئة.
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فقدْ وردَ في فضل سورةِ الحشر -أو في فضلِ خواتِمِها- عدَّةُ أحاديثَ، ولم يصحَّ من هذه الأحاديث شيء، بلْ كلُّها ضعيفة أو واهية.
أمَّا الحديثُ المذكور، فقد سبقَ بيان الحكم عليه في فتوى بعنوان "الحكم على حديث فضل قراءة آخر سورة الحشر".
- أمَّا الدُّعاء: "أستغفر الله العظيم التَّواب الرحيم، لذَنْبِي ولذَنْبِ المُسلمين والمُسلِمات، والمُؤْمنين والمُؤْمنات، الأحياءِ منهُم والأموات"، فيُشْرع ذِكْرُه، وأمَّا كونُه يُغْفر له بعدَد مَن ذَكَر، فليُعْلَمْ أنَّ تَحديد الثَّواب يتوقَّف على نصٍّ صحيحٍ يُثْبِتُه، ولا يُوجَد نصٌّ بِذلك، غيرَ أنَّه قد وردَ عن عُبادةَ بن الصامت أنَّه قال: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: "مَنِ استغْفَر للمؤمنين والمُؤْمنات، كَتَبَ اللهُ له بكلِّ مؤمنٍ ومؤمنة حسنة" (رواه الطبرانيُّ، وسنده ضعيف).
وروى مسلم في صحيحِه، عن أمِّ الدَّرداء: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليْه وسلَّم كان يقولُ: "دعوةُ المَرْءِ المُسْلم لأخيهِ بِظَهْر الغَيب مُستجابة، عند رأسِه مَلَكٌ موكَّل، كلَّما دعا لأخيهِ قال الملك الموكَّل به: آمينَ، ولك بِمِثْل".
- أمَّا الذِّكر: "سبحان الله وبِحمْدِه، عدَدَ خلقِه، ورِضا نفسِه، وزنةَ عرشِه، ومِدادَ كلِماتِه"، فهُو جزءٌ من حديثٍ رواه مُسلم، عن جويْرِية بنت الحارث رضي الله عنها: "أنَّ النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- خرجَ مِن عندِها بُكْرَةً حين صلَّى الصُّبح وهي في مسجِدِها، ثُمَّ رجَعَ بعد أن أضْحى وهي جالسة، فقال: مازلتِ على الحالِ التي فارقْتُكِ عليها؟ قالت: نعم، قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: لقدْ قُلْتُ بعدَكِ أربَعَ كلِماتٍ ثلاثَ مرَّات، لو وُزِنَت بِما قُلْتِ منذُ اليوم لوزنَتْهُنَّ: سبحان الله وبِحمده، عددَ خلقِه، ورضا نفسِه، وزنةَ عرْشِه، ومِدادَ كلِماته".
- أمَّا من قال: "سبحان الله مائة مرة..."، فقد أخرجَ مُسلم، والتِّرْمذيُّ، وأحْمدُ، عن مصعب بن سَعْد بن أبي وقاص قال: كنَّا عندَ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: "أيعجِزُ أحدُكُم أن يَكْسبَ كلَّ يومٍ ألْفَ حسنةٍ، فسأله سائلٌ من جُلَسائِه: كيف يَكسبُ أحدُنا ألفَ حسنة؟ قال: يُسَبِّح مائةَ تسبيحةٍ، فيُكْتَب له ألفُ حسنة، أو يُحَطُّ عنه ألفُ خطيئة"، وفي رواية: "تُكْتَب له ألفُ حسنةٍ، وتُحَطُّ عنه ألف سيِّئة".
- أمَّا الذِّكْر: "لا إله إلا الله، وحدَه لا شريكَ له، له المُلك وله الحَمْدُ، يُحيي ويُميتُ، بيَدِه الخيْرُ، وهو على كلِّ شيْءٍ قدير"، فلم نقف على هذا الحديث مع كثرة البحث، وأقربُ الألفاظ له:
عن مُعَاذِ بن جبل قال: قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن قال حين يَنْصَرِفُ من صلاة الغَدَاةِ قبل أَنْ يَتَكَلَّمَ: لا إله إِلا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شريك له، له المُلْكُ وَلَهُ الحمد، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، عَشْرَ مَرَّاتٍ - أُعْطِيَ بهنَّ سَبْعًا، كُتِبَ له بِهِنَّ عَشْرُ حسناتٍ، وَمُحِيَ عنه بِهِنَّ عَشْرُ سيئاتٍ، وَرُفِعَ له بِهِنَّ عَشْرُ درجاتٍ، وَكُنَّ له عَدْلَ عَشْرِ نَسَمَاتٍ، وَكُنَّ له حِفْظًا مِنَ الشَّيْطَانِ، وَحِرْزًا مِنَ المكروه، ولم يَلْحَقْهُ في يومه ذلك ذَنْبٌ؛ إِلا الشركَ باللَّهِ، وَمَنْ قالهنَّ حين يَنْصَرِفُ من صلاة الْمَغْرِبِ، أُعْطي مِثْلَ ذلك لِثُلُثِهِ" (رواه النسائي في "السنن الكبرى"، (6/37 رقم9877)، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/65)، واللفظ له)، قال أبو عبد الرحمن النسائي: "حصين بن عاصم مجهول، وشهر بن حوشب ضعيف، سئل بن عون عن حديث شهر فقال: إن شهرًا نَزَكُوهُ، وكان شعبة سيءَ الرأي فيه، وتركه يحيى القطان".
وعن عمر بن الخطاب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من دخل سوقًا من أسواق المسلمين فقال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير - كَتَب الله له أَلْفَ ألفِ حسنةٍ، وحَطَّ عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة".
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (11/206): أخرجه الترمذي، وفي سنده لين.
وعن عبدالله بن مسعود قال: "من قال لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير - كان له عدل أربعٍ محررين من ولد إسماعيل" (رواه النسائي في "السنن الكبرى" (6/34 رقم 9867)، والبيهقي في "الشعب" (1/422 رقم590).
وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال دُبُر صلاة الفجر، وهو ثاني رجله، قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات" الحديثَ.
أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (2/235 رقم3192)، والنسائي في "السنن الكبرى" (6/37 رقم9878)، والبزار (9/438 رقم4050)، وفي إسناده شهر بن حوشب، قال النسائي: ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (5/50 رقم4643)، وفي "مسند الشاميين" (1/37 رقم23)، عن أبي الدرداء. وفي سنده موسى بن محمد البلقاوي وقد كذبه بعض الأئمة.
وأخرجه الطبراني في الكبير (8/280 رقم 8075)، "المعجم الأوسط" (7/175 رقم7200) عن أبي أمامة. وفي سنده أبو غالب صاحب أبي أمامة وفيه ضعف.
وعن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قال في دبر صلاة الغداة: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير - كان كعتاق رقبة من ولد إسماعيل".
أخرجه ابن ماجه في "سننه" (2/1248 رقم3799)، قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف؛ لضعف عطية العوفي.
وعن رجل من أصحاب محمد، قال: "من قال حين يصبح: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات - رُفِع له عشر درجات، ومحي عنه عشر سيئات، وبرئ يؤمئذ من النفاق حتى يمسي، فإن قال حين يمسي، كان مثل ذلك، وبرئ من النفاق حتى يصبح".
أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (6/37 رقم29782)، وإسناده ثقات، غيرَ فطر بن خليفة، وهو صدوق.
وعن أبي أيوب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات - كن له كعدل عشر رقاب أو كعدل رقبة".
أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (7/171 رقم36076)، وعبد بن حميد (1/103 رقم221)، وأصله في البخاري.
وعن ابن عُمَرَ يقول: سمعت النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: "من قال لا إله إلا اللَّه، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو الحي الذي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، لا يريد بها إلا وجهه - أدخله اللَّه بها جناتِ النعيم".
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/349 رقم13311)، قال الهيثمي: فيه يحيى بن عبد الله البابلتي، وهو ضعيف.
وعن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال في يوم إذا أصبح وإذا أمسى: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير - غفرت له ذنوبه، وإن كانت أكثر من زبد البحر".
رواه البزار (3/260 رقم1051)، قال نور الدين الهيثمي: فيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، وهو متروك.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من قال حين يستيقظ، وقد رَدَّ الله تعالى عليه رُوحه: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير وهو على كل شيء قدير - غفرت له ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر".
قال الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية": إسناده ضعيف؛ من أجل إسحاق، وعزاه للحارث بن أبي أسامة (13/881 رقم3363). هذا؛ والله أعلم.