حكم صيام المسيحي لشهر رمضان

عبد العزيز بن باز

فتاوى نور على الدرب

  • التصنيفات: فقه الصيام - فتاوى وأحكام -
السؤال: يوجد في القرية عندنا رجل مسيحي وهو يصوم شهر رمضان ولا يصلي، هل صيامه هذا صحيح؟
الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:

فهذا النصراني الذي يصوم ولا يصلي، ينظر في أمره ويدعا إلى الإسلام، فإن الصيام بدون دخول الإسلام لا ينفعه، فالكفر مبطل الأعمال، كما قال -عز وجل-: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [المائدة: 5]، ويقول سبحانه: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الأنعام: 88].

فلا بد أولاً من تصديقه محمد - صلى الله عليه وسلم -، ودخوله في الإسلام، فإذا صدق محمد - صلى الله عليه وسلم - ودخل في الإسلام، فحينئذ يطالب بالصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، وغير ذلك، أما كونه يصوم أو يصلي وهو على مسيحيته أو نصرانيته هذا لا يصح منه، صلاته باطله، وصومه باطل ولا ينفعه ذلك؛ لأن شرط هذا العبادات الإسلام، فإذا صلى وهو غير مسلم، أو صام وهو غير مسلم فعبادته باطلة.

فعليكم أيها الأخوة الذين في قربه أن تنصحوه، وتوجهوه إلى الإسلام، وتعلموه أنه لا بد من الإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وتصديقه، وأنه رسول الله حقاً إلى الناس عامة، الجن والإنس، وأن عليه أن يلتزم بالإسلام، بإخلاص العبادة لله وحده، وترك ما عليه النصارى من القول بأن المسيح ابن الله أو بالأقاليم الثلاثة، يترك هذا كله، ويؤمن بأن الله إله واحد ليس له شريك، وأن المسيح ابن مريم عبد الله ورسوله وليس هو ابن الله، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، فإن الله - سبحانه وتعالى- ليس له صاحبة ولا ولد، قال الله- عز وجل-: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص: 1-4].

فإذا ترك ما عليه النصارى من هذا القول الشنيع، وإذا آمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وصدق ما جاء به والتزم بالإسلام، فهذا حينئذٍ يكون مسلماً له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين، وعليه أن يصلي، وعليه أن يصوم، وعليه أن يزكي إذا كان عنده مال، وعليه أن يحج مع الاستطاعة، وهكذا كسائر المسلمين.