فوائد الحج، ومن تأخر عن أداء فريضته وأدركه الموت
عبد العزيز بن باز
فتاوى نور على الدرب
- التصنيفات: فقه الحج والعمرة - فتاوى وأحكام -
الفائدة العظيمة لمن أدى الحج أنه: إذا أداه على الوجه المشروع صار من أسباب دخوله الجنة ونجاته من النار، ومن أسباب تكفير سيئاته كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: "من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه"، يعني رجع مغفوراً له، وقال عليه الصلاة والسلام: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"، فهذا فضل عظيم وفائدة كبيرة.
مع ما في الحج من زيارة الأماكن المقدسة والتعبد فيها والصلاة في الحرم الشريف، فإنها صلاة مضاعفة، وهكذا في المسجد النبوي، من زار المسجد النبوي وصلى فيه فالصلاة مضاعفة وفيها أجر عظيم.
وهكذا لقاؤه لإخوانه فيه فائدة أيضاً، لقاؤه لإخوانه المسلمين والتعرف على أحوالهم، ولقاؤه لمعارفه في الحج، والتزود مما لديهم من الفوائد والنصائح.
وهكذا حضور حلقات العلم في المسجد الحرام والمسجد النبوي والاستماع لأهل العلم ومواعظهم، كل هذه فوائد عظيمة للحاج.
وإذا تأخر عن الحج لعذر شرعي كالمرض ثم توفي ولم يحج فقد وجب عليه الحج؛ لكونه يستطيع الحج، فيحج عنه من تَرِكَتِه، فإذا كان يستطيع في حياته (عنده مال يستطيع أن يحج)، ولكنه تأخر لبعض الأعذار ؛فإنه يُحَج عنه من ماله، الورثة يخرجون من ماله شيئاً يعطاه من يحج عنه من الثقات الطيبين، حتى يؤدي الحج عنه، وإذا حج عنه بعض أقاربه أو بعض أحبابه تطوعاً -من غير مال- أجزأ ذلك وكفى.
وليس للمؤمن أن يتأخر عن الحج وهو قادر، بل عليه أن يبادر بالحج إذا استطاع ويسارع إلى الحج قبل أن يعرض له عارض، ولهذا روي عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "تعجلوا الحج" -يعني الفريضة- "فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له"، فالمؤمن يبادر ويسارع إلى الحج إذا استطاع في بدنه وماله، أما إذا لم يستطع ذلك فهو معذور من جهة الله عز وجل، لأن الله قال: {وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}.