الجمع بين الأحاديث التي وردت في كيفية السجود
عبد العزيز بن باز
- التصنيفات: فقه الصلاة -
تعقيباً على ما جاء في كتابكم كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في ص16 ونصه: ((... ويسجد مكبراً واضعاً ركبته قبل يديه إذا تيسر ذلك فإن شق عليه قدم ركبتيه مستقبلاً.. حتى... انبساط الكلب)) وهذا خلاف ما كتب الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في كتابه (صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم) عن سجود اليدين قبل الركبتين. وما قول فضيلتكم في الحديث الذي رواه أبو داود جاء فيه: ((إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه)). كذلك أرجو من فضيلتكم التوضيح لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وبيان سنده حول القراءة زيادة على الفاتحة في الآخرين.
بشأن استيضاحك عن حديث أبي هريرة رضي الله عنه في بروك البعير ومدى مخالفته لحديث وائل بن حجر في كيفية سجود رسول الله صلى الله عليه وسلم. أفيدك بأن نص حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
» [2]، وصدر الحديث لا يخالف حديث وائل بن حجر الذي قال فيه: « » [3]. وذلك في تقديم الركبتين، لأن البعير يبرك على يديه أولاً، فإذا قدّم المصلي ركبتيه لم يبرك بروك البعير.وأما قوله في آخره: (وليضع يديه قبل ركبتيه) فالأظهر أن ذلك انقلاب على الراوي لأنه يخالف صدر الحديث. والصواب: وليضع ركبتيه قبل يديه حتى يتفق آخر الحديث مع أوله، ومع حديث وائل بن حجر المذكور وما جاء في معناه. أما حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي سألت عنه فقد رواه مسلم في صحيحه وهذا نصه: «الدنيا والآخرة، وزادكِ الله حرصاً وطاعة لله.
» [4]، وفقك الله لما فيه خيراً_______________________________
[1] صدرت من مكتب سماحته برقم 2852/1 في تاريخ 16/12/1413هـ.
[2] أخرجه أحمد في باقي مسند المكثرين برقم 8598 وأبو داود في كتاب الصلاة، باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه برقم 714.
[3] أخرجه النسائي في كتاب التطبيق، باب أول ما يصل إلى الأرض من الإنسان في سجوده برقم 1077.
[4] أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب القراءة في الظهر والعصر برقم 687.