حكم صلاة الرجل في بيته بغير عذر
عبد العزيز بن باز
- التصنيفات: فقه الصلاة -
ما حكم صلاة الفريضة في المنـزل من شخص يدرك فضل صلاة الجماعة، ولكن يصلي في بيته كثيراً وقلَّ ما يذهب إلى المسجد؟
صلاة الرجل مع إخوانه في الله في الجماعة، في بيوت الله عز وجل وهي المساجد واجبة مع القدرة في حق من يسمع الأذان؛ لقول الله عز وجل: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43]، والمعنى صلوا مع المصلين، ولقوله سبحانه: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ . رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور: 36-37]، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: « » [1]، قيل لابن عباس رضي الله عنهما: ما هو العذر؟ قال: "خوف أو مرض".
وروى مسلم في صحيحه: أن رجلاً أعمى قال يا رسول الله: ليس لي قائد يقودني إلى المسجد؟ فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف". والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
» [2]، وروى مسلم في صحيحه أيضاً عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلومووصيتي لكل مسلم أن يتقي الله وأن يحافظ على الصلاة في الجماعة، وأن يحذر التشبه بالمنافقين في التخلف عنها.
وفقني الله وجميع المسلمين لما فيه رضاه والسلامة من أسباب غضبه إنه سميع قريب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] (أخرجه ابن ماجه في كتاب (المساجد والجماعات)، باب: التغليظ في التخلف عن الجماعة، برقم: [793]).
[2] (أخرجه مسلم في كتاب (المساجد ومواضع الصلاة)، باب: يجب إتيان المسجد على من سمع النداء، برقم: [653]).