حكم الإفطار من أجل الاختبارات

عبد العزيز بن باز

  • التصنيفات: فقه الصيام -
السؤال:

أنا فتاة أجبرتني الظروف على إفطار ستة أيام من شهر رمضان عمداً، والسبب ظروف الاختبارات؛ لأنها بدأت في شهر رمضان، والمواد صعبة، ولولا إفطاري هذه الأيام لم أتمكن من دراسة المواد نظراً لصعوبتها. أرجو إفادتي ماذا أفعل كي يغفر الله لي؟

الإجابة:

عليك التوبة إلى الله من ذلك؛ لأنه لا يجوز لك الإفطار في مثل هذه الحالة وقضاء الأيام التي أفطرتها والله يتوب على من تاب، وحقيقة التوبة التي يمحو الله بها الخطايا، الإقلاع من الذنب وتركه تعظيماً لله سبحانه وخوفاً من عقابه، والندم على ما مضى منه، والعزم الصادق ألا يعود إليه، وإن كانت المعصية ظلماً للعباد فمن تمام التوبة تحللهم من حقوقهم، قال الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور من الآية: 31]، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً} [التحريم من الآية: 8].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «التوبة تَجُبُّ ما قبلها» [1]، وقال عليه الصلاة والسلام: «من كان عنده لأخيه مظلمة من عرض أو شيء فليتحلله اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ من حسناته بقدر مظلمته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه» [2] (رواه البخاري في صحيحه).

والله ولي التوفيق.

 

نشر في (كتاب الدعوة) ج2 ، ص161 - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر

ــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] (ذكره ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث [1/234]).

[2] (رواه البخاري في (المظالم والغصب)، باب: من كانت له مظلمة عند الرجل، برقم: [2449]).