المراد بالهدى ودين الحق في الآية التي بسورة التوبة
صالح بن فوزان الفوزان
- التصنيفات: فتاوى وأحكام -
السؤال: يقول تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ
رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ
كُلِّهِ} [سورة التوبة: آية 33] ما المراد بالهدى ودين
الحق في الآية الكريمة؟ وما المقصود بالدين كله؟ وهل يفهم من هذا
أن هناك اختلافًا في الأصول التي دعا إليها الرسل - عليهم الصلاة
والسلام - وبين ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم؟
الإجابة: المراد بالهدى ودين الحق في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى
وَدِينِ الْحَقِّ} [سورة التوبة: آية 33] أن الهدى
هو: العلم النافع، ودين الحق هو: العمل الصالح، والمراد بقوله
تعالى: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ
كُلِّهِ} [سورة التوبة: آية 33] أن دين الإسلام الذي
جاء به محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ناسخ لجميع الأديان، وأنه سينتشر
في الأرض ويبسط سلطانه على البشرية ويكثر أتباعه، ومن لم يدخل فيه من
اليهود والنصارى فسيخضع له ويدفع الجزية لأهله، وقد تحقق وعد الله،
فبلغ هذا الدين مشارق الأرض ومغاربها، وضرب الجزية على أهل الكتابين
فأعطوها للمسلمين وهم صاغرون، كما أن هذا الدين ظاهر بالحجة والبرهان
على سائر الأديان، وأصول دعوة الرسل عليهم السلام واحدة، فكلهم يدعون
إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأما شرائعهم فهي مختلفة بحسب ما
تقتضيه حاجة كل أمة وما يناسبها.