كيف أتخلص من اللواط والعادة السرية
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: النهي عن البدع والمنكرات - استشارات تربوية وأسرية -
أنا شاب أبلغ منَ العُمر 20 سنة، عندما كان سني في الخامسة كان أبناء الجيران ينادونني ويفعلون معي اللواط، كنتُ لا أعرف هذا العمل.
وأنا الآن أدمنتُ ممارسته مع أكثر مِنْ 100 شخص، ووالله إنِّي لأتوب، ثُم أعود لِهذا الفِعْل الشنيع، أنا الآن محتار، ماذا أفعل؟ وماذا أصنع؟
أنا أصلِّي، وأحافظ على صلاةِ الجماعة، وأصوم أيام الخميس والاثنين، وأحفظ خمسة عشر حزبًا. بعض الناس يقولون لي: اترك الصلاة لأنك مُفسد في الأرض، والله إنِّي لأَتَأَلَّم من هذا الفعل لأنِّي كبرت معه، ولَم يأخذ أَحَد بيدي وأنا صغير، فماذا أفعل؟ وكيف أثبت؟
منذ فترة لَم أفعله، ولكن بعض أصدقاء السُّوء ينادونني، أمَّا أنا فلقد هجرْتهم منذ مدة، أرشدوني - بارك الله فيكم.
والمشكلة الثانية: شعوري فقط تجاه الرِّجال، ولا أفَكِّر في النِّساء، ولا أنجذب لهنَّ، وليستْ لدي أية رغبة في الزواج، ولا أتأثَّر برؤيتهنَّ، فماذا أفعل؟
والمشكلة الثالث: العادة السرية أنهكتني، أرجو ممَّن يقرأ هذا السؤال ألا يلعنني، وأن يحمد الله على النِّعمة التي هو فيها؛ لأنني عندما أرى الشباب يضحكون وهم سعداء أبكي، وأسأل الله أن يرجع لي فطرتي التي فطر الرجال عليها.
قرأتُ رسالتك، وكم تسعدني روح الهمَّة والإصرار والبصيرة التي تأخذ بيد صاحبها إلى النجاة! أسأل الله العظيم لك الثبات والهداية.
تعجبني البصيرة؛ لأنها الطريق الوحيد للتغيير وشق طريق جديد، لقد التقَيْتُ بعدد ممن يعانون من نفس ما تعاني منه، بعضهم تحوَّل إلى الفطرة الطبيعية بالكامل، وبعضهم لم يستطع، فهل تعرف الفرق بين الاثنين؟ هناك عدة أمور:
أولاً: التعرُّف على المثيرات:
وهنا أكتب بالضبط ما الذي يشعل فتيل الرغبة لديك؛ (الخلوة، العناق، المواقع الجنسيَّة، الخيالات التي تسبق اللقاء، لقاء فلان...)، وغير ذلك من مثيرات، اجعلها واضحةً أمامك وقم بالعمل بجِدٍّ على تلافيها والبُعد عنها، تخيَّل لو أنَّ مكانًا انتشر فيه وباء فتاكٌ، هل تعتقد أن يزوره شخصٌ عاقل، سنبتعد عنه جميعًا مهما خسرنا في سبيل ذلك؛ وهذا تمامًا ما يجب أن تبدأ فيه.
ثانيًا: هجران أصدقاء السوء جُملة وتفْصيلاً: هجران المكان الذي كنتَ ترتاده، هجران كامل لكلِّ ما يدل أو يُذَكِّر بذلك الفعل، لاحظ أن هذا أمر سُلُوكي ستقوم به حتى لو لَم تكنْ راضيًا عنه، هو قرار يحتاج إلى العزيمة والحرص.
ثالثًا: القُدرة على خلْق صداقات صحيحة مع أشخاص أسوياء وملتزمين: هذه الصداقة تحمي من الوقوع في الحرام، وتشد من عزيمتك على الثبات، لا تصدق أن شخصًا يمكن أن يعيش وحيدًا دون أصدقاء.
رابعًا: تطوير شعور تنفيري من هذا الفعل: وهذا ما يقوم به بعض الممارسين، وهو فعّال، ويمكنك أن تقومَ به بنفسك، حيث عندما يقوم الشخصُ باستدعاء الشعور بالإثارة من الجنس المثْلي، وفي قمة هذا الشعور يتلقَّى مُثيرًا منفِّرًا؛ كدواء يُسَبِّب الغثيان، أو مثير مؤلِم، أو غير ذلك.
ويمكنك أن تقومَ بذلك عبر العمل التخيُّلي في ربط هذه المشاعر بصور مقززة ومؤلمة، وهذا يفيد في تخفيف الرغبة، والاندفاع نحو تلك المشاعر غير السوية.
خامسًا: تطوير قدرتك على التحكم في السلوك: عندما أجد مالاً في متناول يدي، أو عندما أكون في متجر دون رقابة، تأتيني رغبة للاستيلاء على ذلك المال، والاستمتاع به، أو سرقة شيء من ذلك المتجر، هذا طبيعي، لكننا نقوم على الفور بحبس أنفسنا ومنعها عن الاندفاع نحو ذلك الفعل، ومع الوقت أصبحت قدرتنا على التحكم في أنفسنا أفضل وأقوى.
سادسًا: قد لا تجد الرغبة الجنسيَّة نحو الجنس الآخر: وهذا متوَقَّع في هذه المرحلة، لكن دعْ ميولك وتفكيرك في الرغبة في إنشاء أسرة وحب الأطفال، هذه المشاعر الجميلة كانت الخطوة الأولى لبعض مَن يعانون من الجنسية المثليَّة نحو فطرة سوية وحياة منتجة وسعيدة، نعم استطاعوا بناء حياة أسَرية ممتازة، وصححوا مسار رغبتهم الجنسيَّة.
سابعًا: العادة السِّرِّيَّة من الأمور المنْهكة للشخص: والتي تأخذ انتباهه نحو الأشياء الرائعة والجميلة من حوله، كما تستهلك طاقته التي من المفترض أن تتجه نحو العمل والإنتاج، ولا أجد حلاًّ للعادة السرية أفضل من أن يجدَ الشخصُ متعته في أمور صحيَّة عن طريق الانخراط في عمل يحبه ويستهلك عليه وقته، أو عن طريق الصديق الجيد الذي نقضي معه وقت فراغنا.
كما يصعب التوقُّف عن العادة فجأة في كثير من الأحيان، فيكون التوقُّف عنها بالتدريج والتقليل منها شيئًا فشيئًا، وكما ذكرت سابقًا للعادة السرية محفزات، كالخلوة في وقت معين، أو تذكر النشوة التي تأتي بها فيندفع الشخص نحوها، إن إحصاء هذه المثيرات والعمل على الابتعاد عنها والحد منها يساعد بشكلٍ كبير في تلافي هذه العادة.
هناك العديد من المقالات التي تناولتْ هذه العادة وعلاجها، فأرجو أن تراجعها، وتطبق النصائح العمليَّة التي تُقَدمها.
ختامًا: انتبه من وسواس الشيطان وصحبه في حثِّك على ترْك الصلاة أو الصيام أو حفْظ القرآن بسبب هذا الفعل الشنيع، فما يقولونه ليس صحيحًا بأي حال، بل إن الالتزام بالطاعات يمنحنا الأمل نحو العودة، وهو الأمر الأكثر أهمية لكي نواصل المحاولة وتحقيق النجاح في سبيل التغلب على مثل هذه المشكلات.