أنا فتاةٌ لا أرغب في العمل
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: قضايا المرأة المسلمة -
أما عدم رغبتك في العمل، فلا شك أنَّ في قرار المرأة في بيتها خيرًا كبيرًا ندب إليه الشارعُ، وحثَّ عليه, في مثل قوله –سبحانه-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب: 33].
وقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ المرأة عَوْرَةٌ، وإنها إذا خرجتْ مِن بيتها استشرفها الشيطانُ فتقول: ما رآني أحدٌ إلا أعجبته، وأقرب ما تكون إلى الله إذا كانتْ في قعْرِ بيتها" (رواه الطبرانيُّ، وصحَّحه الألبانيُّ).
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "صلاةُ المرأة في بيتها أفضل مِن صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل مِن صلاتها في بيتها" (رواه أبو داود وغيرُه).
وفي مُسند الإمام أحمد: ''أن أم حميدٍ امرأة أبي حُميدٍ الساعدي، جاءت النبي - الله عليه وسلم- فقالتْ: يا رسولَ الله، إني أحب الصلاة معك، قال: "قد علمتُ أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتُك في بيتك خيرٌ لك مِن صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خيرٌ مِن صلاتك في دارك، وصلاتُك في دارك خيرٌ لك مِن صلاتك في مسجد قومك، وصلاتُك في مسجد قومك خيرٌ لك مِن صلاتك في مسجدي"، قال: فأمرت فبُنيَ لها مسجدٌ في أقصى شيءٍ مِن بيتها وأظلمه، فكانتْ تُصلي فيه حتى لقيت الله -عزَّ وجلَّ'' انتهى.
ولكن هذا لا يُعارض جواز الخروج للعمل إن كان يُلائِم فطرةَ المرأة الخلقية، ووظيفتها الجسديَّة، إذا ما أمِنَتِ الفتنة، ورُوعِيت الأحكامُ الشرعيةُ، مِن خلال امتناع الخلوة، وجميع التصرفات غير الشرعية، وكان ذلك بإذن وَلِيِّها؛ مثل: العمل في تدريس البنات، أو عملها في مستشفى خاصّ بالنساء، فلا حرَجَ على المرأة في مِثْل هذه الأعمال، ولو لم تكنْ محتاجةً، بل قد يكون عملُها مندوبًا، أو واجبًا؛ بحسب حالها والحاجةِ إليها، وما لم تكنْ هناك حاجةٌ حقيقيةٌ إلى عملِها ضمن الشروط السابقة، فقرارُها في بيتها خيرٌ لها، والمصلحةُ في بقائها متحقِّقةٌ، وخروجُها للعمل سيكون على حساب وظائفها المنزلية، والتي هي الأصلُ والأَوْلَى بالرعاية.
وأرجو أن تراجَعي استشارة: "أبي يجبرني على العمل في ظل الاختلاط"
وفقك الله لكل خيرٍ.