ما صحة حديث دعاء النبي في مسجد الفتح

خالد بن علي المشيقح

  • التصنيفات: شرح الأحاديث وبيان فقهها - مصطلح الحديث وعلومه -
السؤال:

هل الدعاء بين الظهر والعصر يوم الأربعاء من من السنن المتروكة لما ورد في الحديث:  «عَنْ ‏جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏دَعَا فِي مَسْجِدِ الْفَتْحِ ثَلَاثًا يَوْمَ ‏ ‏الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ فَاسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فَعُرِفَ الْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ»، قَالَ ‏جَابِرٌ: ‏ «فَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غَلِيظٌ إِلَّا ‏تَوَخَّيْتُ ‏تِلْكَ السَّاعَةَ ‏فَأَدْعُو فِيهَا فَأَعْرِفُ الْإِجَابَةَ» (رواه البخاري في الأدب المفرد وأحمد والبزار وغيرهم وحسنه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (1/246) رقم: (704))

الإجابة:

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فهذا الحديث المذكور غير صحيح لأن فيه علتان:

الأولى: في سنده كثير بن زيد، وقد تفرد بهذا الحديثِ، وتفرده هذا لا يحتمل؛ لأنه نقل أمرا تعبديا لم ينقله غيره، ولو كان الدعاء يوم الأربعاء معروفا لنقل عن غيره.

الثانية: وفي سنده عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك وهو مجهول لا يعرف حاله.

وقال البزار في "كشف الأستار": لا نعلمه يروي عن جابر إلا بهذا الإسناد.

وأنكر ابن تيمية أن يكون جابر رضي الله عنه كان يتحرّى المكان، فقال في "اقتضاء الصراط المستقيم": ولم يُنقل عن جابر رضي الله عنه أنه تحرّى الدعاء في المكان بل في الزمان.

ولو فرضنا أن هذا الحديث ثابت عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما نقول أن سائر الصحابة على خلافه، فلم ينقل عنهم هذا، مع توفر الدواعي إلى نقله، فدل على أن تركه هو السنة.

وقال شيخ الإسلامِ ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم": وليس بالمدينة مسجد يشرع إتيانه إلا مسجد قباء وأما سائر المساجد فلها حكم المساجد العامة ولم يخصها النبي صلى الله عليه وسلم بإتيان ولهذا كان الفقهاء من أهل المدينة لا يقصدون شيئا من تلك الأماكن إلا قباء خاصة.

والله أعلم.