حكم التحدث بغير اللغة العربية في غير الضرورة

أبو إسحاق الحويني

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
السؤال:

ما حكم التحدث بغير اللغة العربية في غير الضرورة؟

الإجابة:

يقول العلماء: التحدث بغير العربية لغير ضرورة نفاق أو مدعاة للنفاق، وللأسف هذا يكون من مظاهر الهزيمة، تجد حتى ملابس الأولاد عليها كلمات بالإنجليزية، وهذا بكل أسف من طبائع الأمم المهزومة؛ أن تقلد الأمم المنتصرة، حتى صار الحرف باللغة الإنجليزية أو باللغات الأجنبية صار حرفًا مقدسًا له هيبة وله احترام.

أنا لا أتكلم في ناحية معينة حتى لا يأتي من يقول: ألا نتعلم لغات! ومن تعلم لغة قوم أمن شرهم، أنا لا أتكلم في هذا القصة، ولا في أهمية اللغة، أنا أتكلم الآن في رجل يتكلم كلاماً عادياً مع رجل عادي؛ كلهم عرب ونصف كلامه انجليزي، ويتكلم كلمة نصفها عربي والآخر انجليزي، هذا كله لا يدل على الاعتزاز باللغة العربية التي هي لغة القرآن، حتى المحلات نفسها تجده يكتب بالعربية الترجمة الحرفية للكلمة الإنجليزية الموضوعة، يكتب مثلاً (شوز) لم لا تكتب (أحذية، جزم..) أي شيء؟ ولكن لا تكتب (شوز) مثلاًَ، الناس دارج عندها (سوبر ماركت) لما لا تكتب (بقالة، سوق...) أصبح سهلاً جدًا أن تقول هذا الكلام، ويكتب (سوبر ماركت).

شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمة الله عليهفي كتاب (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم) عقد فصلاً نفيسًا في هذا الأمر "التحدث بغير العربية في غير ضرورة نفاق" هكذا كان يقول السلف_ أو هو باب أو طريق للنفاق أو على الأقل لضعف الإيمان في القلب، لكن إذا كان أناس يتكلمون بمصطلحات علمية مثل الأطباء - وإن كنا نتمنى أن يعرب الطب - يتكلمون بالمصطلحات الأجنبية هذا لا بأس به، نحن نتكلم على اللغة العادية: فرد يتكلم مع ابنه، يتكلم مع أخيه، يتكلم مع رجل، وهذا الكلام، لماذا يدخل كلمة إنجليزية، كلمة فرنسية، كلمة إيطالية، ونحو ذلك؟! 

لأجل هذا نحن ندعو المسلمين للاعتزاز بدينهم والاعتزاز بلغتهم، ولعل فرج الله عز وجل ونصره يكون قريبًا كلما التزمنا أمر الله تبارك وتعالى وغيرنا ما بأنفسنا من المخالفات غيّر الله عز وجل ما في بلادنا من المصائب والكوارث.