الحج من أهم الطاعات التي تجب المبادرة إليها

الشبكة الإسلامية

  • التصنيفات: فقه الحج والعمرة -
السؤال:

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
أرجو منكم موعظة لأوزعها على الناس نذكرهم فيها بوجوب تعجيل الحج على باقي أنواع السفر من النزهة وغيرها وأنه يكون قبل الزواج إلا لمن خشي الحرام.
جزاكم الله خيرا.
 

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد أمر الله عز وجل عباده المؤمنين بالمسارعة إلى الخيرات، وحث النبي صلى الله عليه وسلم على المبادرة بفعل الطاعات، وحذر من التكاسل والتهاون في أداء الفرائض.
قال الله عز وجل: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً} [البقرة: 148].
وقال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران:133].
وقال تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [الحديد: 21].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا» (رواه مسلم والترمذي وأحمد).
وفي رواية للترمذي: «بادروا بالأعمال سبعا، هل تنظرون إلا فقرا منسيا، أو غنى مطغيا، أو مرضا مفسدا، أو موتا مجهزا، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر».
وفي هذه الأحاديث وما أشبهها يحث النبي صلى الله عليه وسلم على المبادرة إلى الطاعات قبل تعذرها، والانشغال عنها بما يحدث من الفتن وشواغل الحياة.
قال في "تحفة الأحوذي": وفيها معنى التوبيخ على تقصير المكلفين عن المسارعة إلى الطاعات، أي متى تعبدون ربكم، فإنكم إن لم تعبدوه مع قلة الشواغل وقوة البدن وتيسير الحال، فكيف تعبدونه مع كثرة الشواغل وضعف القوى؟!.. لعل أحدكم ما ينتظر إلا غنى مطغيا.. والقصد الحث على المبادرة إلى فعل الطاعة قبل الانشغال عنها وخلو شيء من ذلك.
والحج من أهم أعمال الطاعات التي تجب المبادرة إليها، فهو أحد أركان الإسلام التي بني عليها، ولقد هم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن يضرب الجزية على من قدر على الحج ولم يحج، وذهب جمهور أهل العلم إلى أنه فرض على الفور.
والله أعلم.