ومواظب على الصلوات ولكني لا ألمس تأثيرًا
صالح بن فوزان الفوزان
- التصنيفات: الذكر والدعاء -
السؤال: تراودني فكرة غريبة عن أمر المأثورات والأدعية فكثيرًا ما تطالعنا
الكتب المختصة بالأدعية بأن "من قرأ حسبي الله لا إله إلا هو عليه
توكلت وهو رب العرش العظيم صباحًا ومساءً كل يوم سبع مرات كفاه الله
عز وجل ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة"، وفي الحديث الشريف: [رواه الإمام البخاري في "صحيحه" من حديث
شداد بن أوس رضي الله عنه]. أو (من قرأ سورة يس تزوج إن كان
أعزب) [لم أجده]، وأدعية كثيرة أخرى منها نصوص قرآنية كريمة
ومنها أحاديث نبوية شريفة.
وسؤالي هو أنني أردد تلك الأدعية باستمرار ودائمًا ومواظب على الصلوات الخمس في أوقاتها ولكني لا ألمس تأثيرًا لاستجابة تلك الأدعية، فما المعنى الحقيقي ولماذا لا أحس باستجابة لها؟
وسؤالي هو أنني أردد تلك الأدعية باستمرار ودائمًا ومواظب على الصلوات الخمس في أوقاتها ولكني لا ألمس تأثيرًا لاستجابة تلك الأدعية، فما المعنى الحقيقي ولماذا لا أحس باستجابة لها؟
الإجابة: أولاً: الكتب التي تشتمل على الأدعية ينبغي النظر فيها؛ لأنه ما كل
الكتب يوثق بمؤلفيها وما وضع فيها من الأدعية، فلابد أن تكون تلك
الكتب صادرة عن أئمة موثوقين يعتنون بالسنة والرواية، ويهتمون
بالعقيدة ولا يضعون في تلك الكتب إلا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه
وسلم أو ما وافق الكتاب والسنة مثل كتاب "الأذكار" للإمام الحافظ
النووي فهو كتاب طيب في الجملة وإن كان فيه بعض الأحاديث الضعيفة،
ومثل "الوابل الصيب" للإمام ابن القيم، ومثل "الكلم الطيب"
لشيخ الإسلام ابن تيمية، فأمثال هذه الكتب كتب موثوقة في جملتها وقد
لا تخلو من بعض الأحاديث التي هي محل نظر من ناحية أسانيدها، والأدعية
المذكورة فيها متحرى فيها لثبوتها عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فينبغي أن يرجع لأصل هذه الكتب هذا من ناحية نوعية كتب الأدعية.
ثانيًا: كون الإنسان يدعو بتلك الأدعية الصحيحة الثابتة من الكتاب والسنة ولا يستجاب له فهذا يرجع إلى أمرين:
أولهما: أن يكون عند الشخص مانع من قبول الدعاء؛ لأن الدعاء سبب من الأسباب لا يؤثر إلا إذا توافرت شروطه وانتفت موانعه، فلا بد أن يكون عندك شيء من الموانع ففكر في نفسك واعلم أن السبب من قِبَلك وإلا لو تمت الشروط وانتفت الموانع فإن الله سبحانه وتعالى قريب مجيب، يقول جل وعلا: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [سورة البقرة: آية 186]، ومن الموانع: أكل الحرام وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنها الاستعجال من الداعي في طلب الإجابة.
الأمر الثاني: قد تكون الموانع منتفية والشروط موجودة ولكن تتأخر الإجابة لحكمة إلهية في صالحك؛ لأن الله سبحانه وتعالى يدخر لك ما هو أحسن مما طلبت، أو قد يدفع عنك من البلاء ما لا تعلمه، فتأخر الإجابة ليس دليلاً على عدم القبول، وإنما قد يكون في ذلك حكمة إلهية وهي في صالحك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: [رواه الإمام البخاري في "صحيحه" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه].
فلا تيأس من رحمة الله سبحانه وتعالى، واستمر على الدعاء وأصلح من أحوالك وتب إلى الله سبحانه وتعالى، وفكر في نفسك وأعمالك، والدعاء عبادة من أعظم أنواع العبادة، قال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [سورة غافر: آية 60]، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: [رواه أبو داود في "سننه" من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه] وفي رواية: [رواه الترمذي في "سننه" من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه]، فالدعاء أمر عظيم ومكانته في الإسلام عظيمة، فلا يهن أمره عليك، ولا تيأس إذا رأيت الإجابة قد تأخرت، فإن الله سبحانه وتعالى أعلم بما يصلح العباد وما يحتاجون إليه.
ثانيًا: كون الإنسان يدعو بتلك الأدعية الصحيحة الثابتة من الكتاب والسنة ولا يستجاب له فهذا يرجع إلى أمرين:
أولهما: أن يكون عند الشخص مانع من قبول الدعاء؛ لأن الدعاء سبب من الأسباب لا يؤثر إلا إذا توافرت شروطه وانتفت موانعه، فلا بد أن يكون عندك شيء من الموانع ففكر في نفسك واعلم أن السبب من قِبَلك وإلا لو تمت الشروط وانتفت الموانع فإن الله سبحانه وتعالى قريب مجيب، يقول جل وعلا: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [سورة البقرة: آية 186]، ومن الموانع: أكل الحرام وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنها الاستعجال من الداعي في طلب الإجابة.
الأمر الثاني: قد تكون الموانع منتفية والشروط موجودة ولكن تتأخر الإجابة لحكمة إلهية في صالحك؛ لأن الله سبحانه وتعالى يدخر لك ما هو أحسن مما طلبت، أو قد يدفع عنك من البلاء ما لا تعلمه، فتأخر الإجابة ليس دليلاً على عدم القبول، وإنما قد يكون في ذلك حكمة إلهية وهي في صالحك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: [رواه الإمام البخاري في "صحيحه" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه].
فلا تيأس من رحمة الله سبحانه وتعالى، واستمر على الدعاء وأصلح من أحوالك وتب إلى الله سبحانه وتعالى، وفكر في نفسك وأعمالك، والدعاء عبادة من أعظم أنواع العبادة، قال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [سورة غافر: آية 60]، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: [رواه أبو داود في "سننه" من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه] وفي رواية: [رواه الترمذي في "سننه" من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه]، فالدعاء أمر عظيم ومكانته في الإسلام عظيمة، فلا يهن أمره عليك، ولا تيأس إذا رأيت الإجابة قد تأخرت، فإن الله سبحانه وتعالى أعلم بما يصلح العباد وما يحتاجون إليه.