معنى الرباط في سبيل الله وفضله وشروط نيل ثوابه

الشبكة الإسلامية

  • التصنيفات: فقه الجهاد -
السؤال:

بخصوص حديثه صلى الله عليه وسلم الذي جاء في صحيح مسلم: «رباطُ يومٍ وليلةٍ خيرٌ من صيامِ شَهْرٍ وقِيامِهِ. وإن ماتَ، جَرى عليهِ عملُهُ الَّذي كانَ يَعملُهُ، وأُجْريَ عليهِ رزقُهُ، وأمِنَ الفتَّانَ». هل تطبيق هذا الحديث يجب أن يكون بحذافيره (أقصد بأن يرابط المسلم يوماً كاملاً متواصلاً بليلته كاملة) لكي ينال فضيلة هذا الحديث، وبذلك فلا ينام المرابط، ولا ينتقل من موقعه الذي يرابط فيه إلى موقع مجاور وما شابه ذلك أم ما هو المقصود تحديداً؟ وكيف يتم تحصيل الأجر الوارد في الحديث بإذن الله تعالى؟
جزاكم الله تعالى خيراً.
 

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فالرباط هو: مراقبة العدوّ في الثغور المتاخمة لبلادهم بحراسة من بها من المسلمين. وهو في الأصل الإقامة على الجهاد، وقيل: الرباط مصدر رابط بمعنى لازم، وقيل: هو اسم لما يربط من الشيء؛ أي: يشد، فكأنه يربط نفسه عما يشغله عن ذلك، أو أنه يربط فرسه التي يقاتل عليها. شرح القسطلاني.
وعلى ذلك فالمقصود من المرابطة ملازمة الثغر بهدف التأمين، والحراسة، وترك ما يشغل عن ذلك.
وأما بخصوص اشتراط تواصل الرباط ليوم وليلة، فهذا هو ظاهر الحديث، وقد جاء في رواية ابن حبان في صحيحه: «رباط يوم أو ليلة خير من صيام شهر وقيامه» (قال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح).
وعلى هذه الرواية فالأجر ينال إذا رابط يوما كاملا، أو ليلة كاملة.
أما بخصوص نوم المرابط، أو انتقاله إلى موقع مجاور لحاجة ما، فالمعتاد أن يتناوب المرابطون في اليوم والليلة، فإذا تناوب المرابط مع غيره في النوم ونحوه بما لا يخل بالمقصود، فلا يبعد أن ينال الأجر المذكور إن شاء الله، لكن إن نام، أو انتقل وكان ذلك يخل بمقصود التأمين والحراسة، فلا يحصل على الأجر المذكور.
هذا ومعنى قوله عليه الصلاة والسلام : وإن مات... إلخ "
قال القرطبي: يعني في حال الرباط جرى عليه عمله الذي كان يعمله في حال رباطه، وأجر رباطه. قال النووي: وجريان عمله عليه بعد موته فضيلة مختصة به لا يشاركه فيها أحد. قال: وقد جاء صريحا في غير مسلم: «كل ميت يختم على عمله إلا المرابط فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة وأجري عليه رزقه» (الديباج على مسلم).
والله أعلم.