حكم العمل مع الجهات الحكومية للتجسس على المسلمين
أعيش منذ أكثر من إحدى عشرة سنة في أوروبا، وأرتاد بيوت الله فيها منذ أكثر من سبع سنوات بعد أن منّ الله علي بالتوبة، لكنني لاحظت ولدي أدلة موثقة بأن عددا مهما من العرب منهم أئمة ومؤذنون ومسؤولون في المساجد وبعض من يعتنقون الإسلام من الأعاجم وبعض المصلين يتجسسون على عموم المسلمين لصالح السلطات المحلية، فهل يجوز شرعا التخابر مع الشرطة بحجة أنها مهنة كباقي المهن الأمنية؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فلا يجوز التخابر مع الشرطة للتجسس على المسلمين، فقد نهى الله تعالى عن التجسس، فقال تعالى: {وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12].
وعن ابن عمر قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال: يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله، قال: ونظر ابن عمر يوما إلى الكعبة فقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك. رواه الترمذي، وصححه الألباني.
والله أعلم.