حكم من قتل في الجهاد وهو تارك للصلاة

السؤال:

فضيلة الشيخ إذا شخص لا يصلي استشهد في سبيل الله ما هو الحكم في ذلك؟

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن أول ما يحاسب به العبد بصلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر" رواه النسائي وغيره وقال صلى الله عليه وسلم: " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" رواه أحمد والنسائي وابن ماجه، وهذا في حكم من علم وجوب الصلاة وحرمة تركها فتركها.
وعلى ذلك فمن جاهد وهذا حاله لم ينفعه جهاده، لانتقاض إسلامه بتركه الصلاة، وقد يجاهد الرجل في سبيل الله، غير قائم بفرض الصلاة، لجهله بوجوبها، فهذا مثاب على جهاده، فعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَدْرُسُ الإِسْلاَمُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبَ. حَتَّى لاَيُدْرِي مَاصِيَامٌ وَلاَ صلاةٌ وَلاَ نُسُكٌ. وَلاَ صَدَقَةٌ. وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، فِي لَيْلَةٍ. فَلاَ يَبْقَى فِي الأَرْضِ مِنْهُ أيَةٌ. وَتَبْقَى طَوَائِفَ مِنَ النَّاسِ، والشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ. يَقُولُونَ: أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هذِهِ الْكَلِمَةِ : لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ. فَنَحْنُ نَقُولُهَا" فَقَالَ لَهُ صِلَةُ -رجل كان حاضراً عند حذيفة- مَا تُغْنِي عَنْهُمْ: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ مَا صلاةٌ وَلاَ صِيَامٌ وَلاَ نُسُكٌ وَلاَ صَدَقَةٌ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ. ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ ثَلاَثاً. كُلَّ ذلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ، فَقَالَ: يَاصَلَةُ! تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ. ثَلاَثاً.
قال في الزوائد: إسناده صحيح. رجاله ثقات. رواره الحاكم وقال: إسناده صحيح على شرط مسلم.
فهؤلاء فهموا وجوب شرائع الإسلام عليهم، ولم يعملوا إلا بما بلغهم عن آبائهم من أمر هذا الدين، فعملوا به فكان في ذلك نجاة لهم. وعلى هذا فمن جهل شريعة من الشرائع وكان حديث عهد بإسلام، أو عاش في بادية بعيدة، أو تسلط عليه الكفار وفرضوا عليه جهلاً بدينه لا يستطيع عنه فراراً، فهذا إن جاهد أو عمل ما يستطيع عمله كان مثاباً مأجوراً على ما استطاع من عمل، معذوراً فيما جهل، وأمره إلى الله.
والله أعلم.