الترغيب في المحافظة على صلاة الفجر وتلاوة القرآن

الشبكة الإسلامية

  • التصنيفات: فقه الصلاة -
السؤال:

إنني لا أنهض لصلاة الفجر كثيرا، فأريد منكم - بارك الله فيكم- أن تعطوني نصائح وبشارات لكي أنهض وأتشجع للصلاة في المسجد, ولكي أتلو القرآن كثيرا, وآتي إلى الصلوات الخمس مبكرا في المسجد, لأنني دائما تفوتني ركعة أو اثنتان, وأحيانا أنام عن صلاة العصر والمغرب ولا أقوم إلا بعد صلاة العشاء. فأرجوكم بعد الله أن تعينوني والله يجزيكم.
خيرا إن شاء الله.

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد: فالنصيحة المبذولة لك أيها الأخ الكريم هي أن تعلم وتوقن أن طاعة الله سبب الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، وأن التخاذل عن طاعته والتقرب منه لا يضر به العبد إلا نفسه؛ كما قال الله جل اسمه في الحديث القدسي: يا عبادي إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ولن تبلغوا ضري فتضروني. يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.
وقد بين الله تعالى أن طاعته وابتغاء مرضاته هو سبيل نيل الحياة الطيبة في دور العبد الثلاث في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، قال عز وجل: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. (النحل:97).
وأما صلاة الفجر فالمحافظة عليها من أجل القربات، وحسبك ما في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم: من صلى البردين -يعني الصبح والعصر- دخل الجنة. وحسبك أن المحافظة عليها في وقتها من علامات المؤمنين، فإن صلاة العشاء وصلاة الصبح هما أثقل صلاتين على المنافقين.
وأما تلاوة القرآن ففضلها عظيم كما نطقت بذلك الآيات والأحاديث الكثيرة، قال الله عز وجل:إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ. (فاطر:29).
وأما التبكير للصلاة وانتظارها في المسجد فهو من الرباط؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات... إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة. فذلكم الرباط فذلكم الرباط.أخرجه مسلم.
وأما نومك عن الصلاة فإن كنت تتخذ الأسباب المعينة على الاستيقاظ ثم لا تستيقظ فلا إثم عليك في ذلك، وإن كنت تترك الأخذ بأسباب الاستيقاظ فيخشى عليك أن تكون آثما كما ذهب إلى ذلك بعض العلماء.
ومما يعينك على القيام بهذه الوظائف الشريفة استحضار فضائلها وعظيم ما وعد الله عليها من الأجر، ومما يعينك على ذلك أيضا استحضار حقارة الدنيا وهوانها على الله تعالى وأنها سريعة الزوال فلا تستحق أن يؤثرها العبد على الباقي النافع. قال الله: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17). {الأعلى}. ومما يعينك على ذلك أيضا الاجتهاد في دعاء الله تعالى فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه تعالى يقلبها كيف يشاء، ومن يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، فأكثر من دعاء الله تعالى أن يلهمك رشدك ويوفقك لأرشد أمرك.
والله أعلم.