حكم حديث: "لَعَنَ اللَّه زائِرات القُبور"

خالد عبد المنعم الرفاعي

  • التصنيفات: الحديث وعلومه -
السؤال:

ما حُكم زِيارة القُبور لِلنِّساء؟ وما رأْيُ عُلماء الإسْلام في ذلِك؟ وما صحَّة حديث: «لَعَنَ اللَّه زائِرات القُبور»؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فقد سبقَ الجوابُ مفصَّلاً في الفتوى: "
حكم زيارة النساء للقبور"، فلْتُراجع.

أمَّا قولُه - صلَّى الله عليْه وسلَّم -:
«لعن الله زوَّارات القُبور»، فقد رُوِي من حديث أبي هُرَيرة، وابن عبَّاس، وحسَّان بن ثابت.

وأسلَمُها حديثُ أبِي هُرَيرة؛ فقد أخرجه أحْمد (2/337)، والتِّرمذي (1056)، وقال: حسن صحيح، وابن حبَّان (3178) وغيرُهم، من طرقٍ عن أبي عوانةَ عن عُمَر بن أبي سلمة عن أبيه، عن أبي هُرَيرة: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال:
«لعن الله زوَّارات القُبور».

وعلَّتُه عمر بن أبي سلمة؛ فقد ضعَّفه شعبة، وقال الدُّوري: سألْتُ ابن مَعينٍ عنْ حديثٍ من حديثِه فقال: صحيح، وسألْتُه عن آخَر فاستحْسَنَه.

قال أحمد بن حنبل: هو صالحٌ ثقةٌ - إن شاءَ الله.

وقال ابن عدي: حسن الحديث لا بأْسَ به، وقوَّى أمْرَه غيرُ واحد.


وحسَّنه الألبانيُّ في "صحيح التِّرمذي"، و "مشكاة المصابيح".

وأمَّا حديث ابن عبَّاس، فلفظُه: «لعن زائرات القُبور»، وفي إسنادِه أبو صالِح موْلى أم هانئ، ضعيف، قال أبو حاتم: يُكْتَب حديثُه، ولا يُحْتَج به.

وأمَّا حديث حسَّان بن ثابتٍ، ففيه عبدالرحمن بن بهمان، لم يوثَّق،،

والله أعلم.