ما حكم الاكتتاب في البنك الأهلي؟

عبد المحسن بن عبد الله الزامل

  • التصنيفات: الأسهم والسندات -
السؤال:

ما حكم الاكتتاب في البنك الأهلي؟

 

الإجابة:

الاكتتاب في البنك الأهلي هذا تكلم فيه أهل العلم في هذا الزمان وبيَّنوا أن الاكتتاب فيه لا يجوز، صدرت فيه فتوى من اللجنة في عدم جواز الاكتتاب فيه، وذُكرت مبررات وهي واضحة؛ لأنه بنك ربوي وعنده أصول ربوية وأيضاً هو يعمل بالربا، بل يأخذ الأموال من الناس ويعمل فيها بالربا وعلى هذا لا يجوز، بل لو أن إنسان يعمل مع بنك يتعامل بالربا وغير الربا ويدخلون ماله في الربا فإنك في هذه الحالة تكون شريكاً، هم يسمُّونه مساهماً واكتتاب، لكن في الحالة هو شريك في الربا كأنك من المؤسسين لهذا البنك هذا من جهة، ومن جهة أخرى أن لك رأس مال والمـُوَكَّل نائب عن المـُوَكِّل وإن كنت تسميه مساهماً فأنت شريك له في هذه المعاملة، إنما تأتي الشبهة عند بعض الناس حينما يُخلط بين التعامل مع من يتعامل بالربا أو التعامل مع من في ماله حرام، وبين مشاركته في رأس ماله، فرق بين المسألتين، فرق بين أن تحصل بينك وبين المرابي معاملة، أو بينك وبين من ماله فيه شيء من الحرام معاملة، تتعامل معه أن تجيب دعوته، تشتري منه شيئاً ونحو ذلك، تقبل هديته هذه مسألة أخرى وقع فيها خلاف على أربعة أقوال لأهل العلم ذكرها ابن مفلح في كتابين له؛ ذكرها في الفروع؛ وذكرها في الآداب الشرعية، وذكرها شيخ الإسلام أيضاً في مواضع، وتكلم فيها أهل العلم قديماً،

بل الصحابة رضي الله عنهم تكلموا فيها مثل ابن مسعود وسلمان، فهذه الأصل فيها الجواز، لكن المعاملة بمعنى أنك تساهم وتشارك ويكون لك رأس مال مع هذا البنك فإنك شريك لهم ومعين لهم، والله عزَّ وجلَّ يقول {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [سورة المائدة: 2]، والأحاديث في الربا وتحريم الربا والأدلة من الكتاب والسُنَّة في الربا وتحريمه كثيرة، والربا من الكبائر الذي لعن فاعله(1). هذا أمر متفق عليه في وجود الربا والتعامل بالربا؛ وعلى هذا يجب الحذر والتحذير منه، وهذا أمره في الحقيقة ليس مقام شبهة، أمر بيِّن ولهذا بين أهل العلم هذا ووضحوه ولا حجة بعد ذلك لأحد حينما يشارك ويعينهم على مثل هذه التعاملات المحرمة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مثل حديث: «لعن آكِل الرِّبا ومُوكِله، وكاتبَه وشاهديه، وقال: (هُم سواء)»، أخرجه مسلم، كتاب البيوع،(1598).

وحديث: «اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله السحر قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق أكل الربا أكل مال اليتيم التولي يوم الزحف قذف الغافلات المؤمنات» صحيح البخاري(2767) ومسلم(91).