حكم الائتمام بالمسبوق

عبد المحسن بن عبد الله الزامل

  • التصنيفات: فقه الصلاة -
السؤال:

يقول دخلت المسجد ووجدت المصلين قد انتهوا من الصلاة، فكنت بجانب أحد المأمومين وهو يقضي وصار إمام لي، فهل فعلي صحيح؟

 

الإجابة:

إذا جئت إلى إنسان يصلي، وقد انفصل عن الإمام، وصلى وحده وصليت معه لا بأس، لكن تنبهه حتى ينوي الإمامة بك، وهذا على قول الجمهور، يشترط النية خلاف النسائي رحمة الله والنبي عليه الصلاة والسلام قال: «أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّيَ مَعَهُ» كما في حديث أبي سعيد الخدري وهو حديث جيد عند الترمذي وغيره(1)، فيبين أن الإنسان يشرع أن يصلي مع غيره، فإن كان غيره لم يدخل في الصلاة دخل معه، وإن كان قد دخل في الصلاة، فلا بأس مثل لو جئت والإمام يصلي، أو جماعة يصلون قد صلوا بعض الصلاة، قد صلوا بعض الصلاة، فتدخل معهم، وعلى هذه إن تيسر أن يدخل أيضًا غيرهم ممن يصلون، فلا بأس في هذه الحالة، لأنهم يكونون جماعة، وإلا فالأصل أنه إذا صلى جماعة أو قضى جماعة خلف الإمام، فإن السنة أن يقضي كل واحد وحده، ما تقتدي به ولا يقتدي بك،

ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام، لما صلى خلف عبد الرحمن ابن عوف، وجاء هو والمغيرة ابن شعبه، وقد فاتتهم ركعة، قام عليه الصلاة والسلام والمغيرة كل يقضي وحده(2)، لكن إن جاء شخص، لم يدرك الجماعة الأولى، فصلى مع واحد، كانوا جماعة، وفي هذه الحالة لا بأس أن يدخل معهم، من كان داخلًا مع الإمام الأول فيما يظهر والله أعلم، لأنه تحولت حال أحدهما من منفرد إلى جماعة، وما كان أكثر جماعة فهو أحب إلى الله سبحانه وتعالى، نعم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه أبو داود (574) والترمذي (220) وأحمد (11631) وابن حبان رقم (2397) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ وَقَدْ صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّيَ مَعَهُ»، وصححه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود.

(2) أخرج الإمام مسلم رقم (274) بإسناده إلى عروة بن المغيرة بن شعبة أخبره أن المغيرة بن شعبة أخبره أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك قال المغيرة: «فتبرز رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الغائط فحملت معه إداوة قبل صلاة الفجر فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي أخذت أهريق على يديه من الإداوة وغسل يديه ثلاث مرات ثم ذهب يخرج جبته عن ذراعيه فضاق كما جبته فأدخل يديه في الجبة حتى أخرج ذراعيه من أسفل الجبة وغسل ذراعيه إلى المرفقين ثم توضأ على خفيه، ثم أقبل. قال المغيرة: فأقبلت معه حتى وجد الناس قد قدموا عبد الرحمن بن عوف فصلى لهم فأدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى الركعتين فصلى مع الناس الركعة الآخرة فلما سلم عبد الرحمن بن عوف قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يتم صلاته فأفزع ذلك المسلمين فأكثروا التسبيح فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته أقبل عليهم ثم قال: أحسنتم أو قال: أصبتم يغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها».