نصيحة لمن فى كرب شديد

عبد المحسن بن عبد الله الزامل

  • التصنيفات: الأدب مع الوالدين -
السؤال:

أخ يقول أنه في مشاكل هو ووالديه منذ سنوات، هل من نصيحة؟

 

الإجابة:

أسال الله سبحانه وتعالى أن يجمع شملكم، وأن يصلح حالكم، وأساله سبحانه وتعالى أن يفرج كربتكم،

وأقول لأخينا عليه أن يصبر ويبشر، الصبر كله خير، قال الله تعالى: {واصْبِرْ ومَا صَبْرُكَ إلاَّ بِاللَّهِ} [سورة النحل الآية: 128]،وقال سبحانه: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [سورة الأحقاف الآية 35]، والعبد إذا أحلت عليه مثل هذه المشاكل عليه يصبر، والله سبحانه وتعالى وصى نبيه عليه الصلاة والسلام بأن يصبر كما صبر أولوا العزم، فالصبر معول المؤمن، وهو سيد الأخلاق، ورأسها في كل ما يعرض للمؤمن، وإذا ابتلى الله العبد بشيء من المصائب فلا دواء ولا علاج إلا الصبر، ثم بعد ذلك بالصبر والاحتساب، ينزل اليقين والرضا والطمأنينة، وهذا ذكره أهل العلم وبينوه، وذكروا أحوالًا عظيمة، وحينما يعقد المؤمن في نفسه، هذا المبدأ العظيم وهو الصبر والاحتساب واللجأ إليه سبحانه وتعالى.

فإن هذه المصائب، وهذه الشدائد، تكون شيئًا يسيرا، وتخف وتضعف، بل ربما مع لجئه إليه سبحانه وتعالى، وإقباله عليه لا يجد لها مسًا، ولا يجد لها أثرًا، ويعلم في ضميره بعد ذلك أنها من أعظم أسباب الخير والبركة، {الَّذِينَ إذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إنَّا لِلَّهِ وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ ، أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ ورَحْمَةٌ وأُوْلَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ}  [سورة البقرة الآية: 156،157]، فهذه الكلمة العظيمة إنا لله وإنا إليه راجعون، إذا حصل للمؤمن مصيبة أو بعض الشدة، وبعض الأزمات أو أمراض مهما كانت هذه الأمراض، فإنه يلجأ إليه سبحانه وتعالى، وعليك أن تلزم حسبنا الله ونعم الوكيل، {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيمَانًا وقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ ، فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ واتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ، واللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}  [سورة آل عمران الآية: 173،174]، هذه الكلمة العظيمة، حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،

فيها من برد اليقين والطمأنينة والرضا الشيء العظيم، يقول عليه الصلاة والسلام، كما في الصحيحين، من حديث أبي موسى رضي الله عنه، قال عليه الصلاة والسلام: (عليك بلا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة)، وفي لفظ (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)، وهي في رواية صحيحة عند الحاكم وغيره، فإذا قال العبد هذه الكلمة، قال الله تعالى: أسلم عبدي واستسلم، فما ظنك بمن يقول له ربه سبحانه وتعالى، أسلم عبدي واستسلم، فاستحضر هذه المعاني العظيمة، وهذه على الجميع أن يستحضرها، وتوصي بها من حولك، لأولادك وأهلك وإخوانك، ويبدأ المؤمن بنفسه، هذه الكلمة تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، الله عز وجل يقول: أسلم عبدي واستسلم، أسلم ظاهرًا واستسلم ظاهرًا، وأسلم باطنًا، أسلم أمره لله، قل لا حول لي على شيء ولا قوة له على شيء، إلا بالله سبحانه وتعالى، فيحصل الرضا واليقين والطمأنينة، ويحصل الخير والبركة أساله سبحانه وتعالى لي ولك، ولإخواني المسلمين الشفاء والعافية من كل داء وبلاء وشدة، وأساله سبحانه وتعالى أن يرفع هذه الشدة عن أخينا وعن أولاده وأهل بيته، إنه جواد كريم،آمين.